{ وما كان صلاتهم عند البيت } أي ما كان شيء مما يعدونه صلاة وعبادة { إلا مكاء وتصدية } أي إلا هذين الفعلين ، والمكاء الصفير من مكأ يمكؤ مكاء ومكوأ ، ومنه مكت است الدابة إذا نفخت بالريح ، وقيل المكاء هو الصغير على لحن طائر أبيض بالحجاز يقال له المكاء ، والتصدية التصفيق يقال صدى يصدي تصدية إذا صفق ، وقيل المكاء الضرب بالأيدي والتصدية الصياح ، وقيل المكاء أدخالهم أصابعهم في أفواههم والتصدية الصفير . وقيل التصدية صدهم عن البيت .
ومعنى الآية أن المشركين كانوا يصفرون ويصفقون عند البيت الذي هو موضع للصلاة والعبادة ، فوضعوا ذلك موضع الصلاة قاصدين به أن يشغلوا المصلين من المسلمين عن الصلاة ، وعن عكرمة قال : كان المشركون يطوفون بالبيت على الشمال فالمكاء مثل نفخ البوق والتصدية طوافهم على الشمال .
وقال السمين : التصدية فيها قولان " أحدهما " أنها من الصدى وهو ما يسمع من رجع الصوت في الأمكنة الخالية الصلبة ، يقال منه صدى يصدي تصدية ، والمراد بها هنا ما يسمع من صوت التصفيق بإحدى اليدين على الأخرى ، وقيل مأخوذ من الصدد وهو الضجيج والصياح والتصفيق ، ويدل عليه قراءة [ إذا قومك منه يصدون ] بالكسر أي يضجون ويلغطون " والثاني " أنها من الصد وهو المنع ، ويؤيده قراءة يصدون بالضم أي يمنعون انتهى ، والمكاء الصفير وهو الصوت الخالي عن الحروف .
والمعنى أنهم فوتوا ما حقهم أن يشتغلوا به في هذا المكان من الصلاة وشغلوه بهذا اللعب والخراف والهوس ، واستثنى المكاء والتصدية مع أنهما ليسا من جنس الصلاة تقريعا للمشركين بتركهم ما أمروا به في المسجد الحرام ، فإن ما لا يدخل تحت الشيء قد يستثنى منه لمصلحة وغرض كقصد المدح والذم ؛ فعلى هذا يكون التقدير وما كان موضع صلاتهم أي عوضها إلا مكاء وتصدية .
{ فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون } هذا التفات إلى مخاطبة الكفار تهديدا لهم ومبالغة في إدخال الروعة في قلوبهم ، والمراد به عذاب الدنيا كيوم بدر ، وعذاب الآخرة ، قال الضحاك : يعني أهل بدر عذبهم الله بالقتل والأسر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.