بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمۡ عِندَ ٱلۡبَيۡتِ إِلَّا مُكَآءٗ وَتَصۡدِيَةٗۚ فَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ} (35)

ثم قال : { وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ } ، معناه وما لهم ألا يعذبهم الله { وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ البيت إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً } ، يعني لم تكن صلاتهم حول البيت { إلاّ مكاءً } ، يعني إلا الصفير { وتصدية } ، يعني التصفيق باليدين ، إذا صلى النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد الحرام . قرأ الأعمش { مَا كَانَ صَلاَتِهِمْ } بالنصب { إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً } بالضم ؛ وهكذا قرأ عاصم في إحدى الروايتين ، فجعل الصلاة خبر كان وجعل المكاء والتصدية اسم كان ؛ وقرأ الباقون { صَلاَتِهِمْ } بالضم فجعلوه اسم كان { ومُكَاء وَتَصْدِيَةً } بالنصب على معنى خبر كان . ثم قال : { فَذُوقُواْ العذاب بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ } بتوحيد الله تعالى ، فأهلكهم الله تعالى في الدنيا ولهم عذاب الخلود في الآخرة .