مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي  
{۞وَتَرَكۡنَا بَعۡضَهُمۡ يَوۡمَئِذٖ يَمُوجُ فِي بَعۡضٖۖ وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَجَمَعۡنَٰهُمۡ جَمۡعٗا} (99)

قوله تعالى :{ وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا . وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا . الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري وكانوا لا يستطيعون سمعا }

اعلم أن الضمير في قوله بعضهم عائد إلى : { يأجوج ومأجوج } وقوله : { يومئذ } فيه وجوه : الأول : أن يوم السد ماج بعضهم في بعض خلفه لما منعوا من الخروج . الثاني : أن عند الخروج يموج بعضهم في بعض قيل إنهم حين يخرجون من وراء السد يموجون مزدحمين في البلاد يأتون البحر فيشربون ماءه ويأكلون دوابه ثم يأكلون الشجر ويأكلون لحوم الناس ولا يقدرون أن يأتوا مكة والمدينة وبيت المقدس ثم يبعث الله عليهم حيوانات فتدخل آذانهم فيموتون .

والقول الثالث : أن المراد من قوله : { يومئذ } يوم القيامة وكل ذلك محتمل إلا أن الأقرب أن المراد الوقت الذي جعل الله ذلك السد دكا فعنده ماج بعضهم في بعض وبعده نفخ في الصور وصار ذلك من آيات القيامة ، والكلام في الصور قد تقدم وسيجيء من بعد .