الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{۞وَتَرَكۡنَا بَعۡضَهُمۡ يَوۡمَئِذٖ يَمُوجُ فِي بَعۡضٖۖ وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَجَمَعۡنَٰهُمۡ جَمۡعٗا} (99)

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله : { وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض } قال : ذلك حين يخرجون على الناس .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله : { وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض } قال : هذا أول يوم القيامة ، ثم ينفخ في الصور على أثر ذلك .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق هارون بن عنترة ، عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله : { وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض } قال : الجن والإنس يموج بعضهم في بعض .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن هرون بن عنترة ، عن شيخ من بني فزارة في قوله : { وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض } قال : إذا ماج الجن والإنس بعضهم في بعض ، قال إبليس : أنا أعلم لكم علم هذا الأمر ، فيظعن إلى المشرق فيجد الملائكة قد نطقوا الأرض ، ثم يظعن إلى المغرب فيجد الملائكة قد نطقوا الأرض ، ثم يظعن يميناً وشمالاً حتى ينتهي إلى أقصى الأرض فيجد الملائكة قد نطقوا الأرض فيقول : ما من محيص ، فبينما هو كذلك إذ عرض له طريق كأنه شواظ ، فأخذ عليه هو وذريته . فبينما هو كذلك إذ هجم على النار فخرج إليه خازن من خزان النار فقال : يا إبليس ، ألم تكن لك المنزلة عند ربك ؟ ألم تكن في الجنان ؟ فيقول : ليس هذا يوم عتاب ، لو أن الله افترض عليّ عبادةً لعبدتُه عبادة لم يعبده أحد من خلقه . فيقول : إن الله قد فرض عليك فريضة . فيقول : ما هي ؟ فيقول : يأمرك أن تدخل النار . فيتلكأ عليه فيقول به وبذريته بجناحه فيقذفهم في النار ، فتزفر جهنم زفرة لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا جثا لركبتيه .