فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلۡتَنظُرۡ نَفۡسٞ مَّا قَدَّمَتۡ لِغَدٖۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ} (18)

ثم رجع سبحانه إلى خطاب المؤمنين بالموعظة الحسنة فقال : { يأيها الذين ءامَنُواْ اتقوا الله } أي اتقوا عقابه بفعل ما أمركم به وترك ما نهاكم عنه { وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ } أي لتنظر أيّ شيء قدّمت من الأعمال ليوم القيامة ، والعرب تكني عن المستقبل بالغد ، وقيل : ذكر الغد تنبيهاً على قرب الساعة { واتقوا الله } كرّر الأمر بالتقوى للتأكيد { إِنَّ الله خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } لا تخفى عليه من ذلك خافية ، فهو مجازيكم بأعمالكم إن خيراً فخير ، وإن شرّاً فشرّ .