النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلۡتَنظُرۡ نَفۡسٞ مَّا قَدَّمَتۡ لِغَدٖۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ} (18)

{ يأيها الذين ءامنوا اتقوا الله } روى معن أو عون ابن مسعود أن رجلاً أتاه فقال : اعهد لي ، فقال : إذا سمعت الله يقول : { يأيها الذين ءامنوا } فارعها سمعك فإنه خير تؤمر به أو شر تنهى عنه .

وفي هذه التقوى وجهان :

أحدهما : اجتناب المنافقين .

الثاني : هو اتقاء الشبهات .

{ ولتنظر نفس ما قدمت لغد } قال ابن زيد : ما قدمت من خير أو شر .

{ لغد } يعني يوم القيامة والأمس : الدنيا . قال قتادة : إن ربكم قدم الساعة حتى جعلها لغد .

{ واتقوا الله } في هذه التقوى وجهان :

أحدهما : أنها تأكيد للأولى .

والثاني : أن المقصود بها مختلف وفيه وجهان :

أحدهما : أن الأولى التوبة مما مضى من الذنوب ، والثانية اتقاء المعاصي في المستقبل .

الثاني : أن الأولى فيما تقدم لغد ، الثانية فيما يكون منكم .

{ إن الله خبير بما تعملون } فيه وجهان :

أحدهما : أن الله خبير بعملكم .

الثاني : خبير بكم عليم بما يكون منكم ، وهو معنى قول سعيد بن جبير .