الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلۡتَنظُرۡ نَفۡسٞ مَّا قَدَّمَتۡ لِغَدٖۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ} (18)

قوله : { وَلْتَنظُرْ } : العامَّةُ على سكونِ لامِ الأمرِ . وأبو حيوة ويحيى بنُ الحارث بكسرِها على الأصل . والحسنُ بكسرها ونصبِ الفعل ، جَعَلَها لامَ كي ، ويكونُ المُعَلَّلُ مقدراً ، أي : ولْتنظر نفسٌ حَذَّركم وأَعْلمكم . وتنكيرُ النفسِ والغدِ . قال الزمخشري : " أمَّا تَنْكيرُ النفسِ فلاستقلالِ الأنفسِ النواظرِ فيما قَدَّمْنَ للآخرةِ ، كأنه قيل : لتنظرْ نفسٌ واحدةٌ . وأمَّا تنكيرُ الغد فلتعظيمِه وإبهامِ أَمْرِه كأنه قيل : لِغدٍ لا يُعْرَفُ كُنْهُهُ لعِظَمِه " .

وقوله : { وَاتَّقُواْ اللَّهَ } تأكيدٌ : وقيل : كُرِّر لتغايُرِ متعلَّق التَّقْوَيَيْنِ فمتعلَّقُ الأولى أداءُ الفرائضِ لاقترانِه بالعمل ، والثانيةِ تَرْكُ المعاصي لاقترانِه بالتهديد والوعيدِ ، قال معناه الزمخشري .