التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{إِلَّا بَلَٰغٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِسَٰلَٰتِهِۦۚ وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَإِنَّ لَهُۥ نَارَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًا} (23)

قوله : { إلا بلاغا من الله ورسالاته } بلاغا ، في نصبه وجهان . أحدهما : أن يكون منصوبا على المصدر ويكون الاستثناء متصلا . أي إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا ، إن لم أبلّغ رسالات ربي بلاغا ، وثانيهما : أن يكون منصوبا ، لأنه استثناء منقطع من قوله : { لا أملك لكم ضرّا ولا رشدا } إلا أن أبلغكم دعوة ربي وإلا رسالاته التي أرسلني بها إليكم{[4661]} .

قوله : { ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خلدين فيها أبدا } يقول النبي صلى الله عليه وسلم للمشركين منذرا ومحذرا : من يعص الله منكم فيما أمره به أو نهاه عنه أو يعص رسوله فيما جاءكم به من الحق فكذب به وجحد رسالات الله فإن مرده إلى جهنم يصلاها { خالدين فيها أبدا } أي ما كثين فيها آبدين لا يخرجون ولا يبرحون .


[4661]:البيان لابن الأنباري جـ 2 ص 467.