المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{وَأۡمُرۡ أَهۡلَكَ بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱصۡطَبِرۡ عَلَيۡهَاۖ لَا نَسۡـَٔلُكَ رِزۡقٗاۖ نَّحۡنُ نَرۡزُقُكَۗ وَٱلۡعَٰقِبَةُ لِلتَّقۡوَىٰ} (132)

ثم أمره تعالى بأن يأمر أهله بالصلاة وتمثيلها معهم ويصطبر عليها ويلازمها ويتكفل هو برزقه لا إله إلاَّ هو ، وأخبره أن العاقبة الأولى التقوى وفي حيزها فثم نصر الله في الدنيا ورحمته في الآخرة ، وهذا الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، ويدخل في عمومه جميع أُمته . وروي أن عروة بن الزبير رضي الله عنه كان إذا رأى شيئاً من أخبار السلاطين وأحوالهم بادر إلى منزله فدخله وهو يقرأ { ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا } الآية إلى قوله { وأبقى } . ثم ينادي بالصلاة الصلاة يرحمكم الله ، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوقظ أهل داره لصلاة الليل ويصلي هو ويتمثل بهذه الآية{[8187]} ، وقرأ الجمهور «نحن نرزقُك » بضم القاف ، وقرأت فرقة «نزرقْك » بسكونها .


[8187]:أخرج أبو عبيد، وسعيد بن منصور، وابن المنذر، والطبراني في الأوسط، وأبو نعيم في الحلية، والبيهقي في شعب الإيمان بسند صحيح عن عبد الله بن سلام، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزلت بأهله شدة أو ضيق أمرهم بالصلاة، وتلا: {وأمر أهلك بالصلاة} الآية (الدر المنثور).