فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَأۡمُرۡ أَهۡلَكَ بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱصۡطَبِرۡ عَلَيۡهَاۖ لَا نَسۡـَٔلُكَ رِزۡقٗاۖ نَّحۡنُ نَرۡزُقُكَۗ وَٱلۡعَٰقِبَةُ لِلتَّقۡوَىٰ} (132)

{ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بالصلاة } أمره الله سبحانه بأن يأمر أهله بالصلاة . والمراد بهم : أهل بيته . وقيل : جميع أمته ، ولم يذكر ها هنا الأمر من الله له بالصلاة ، بل قصر الأمر على أهله ، إما لكون إقامته لها أمراً معلوماً ، أو لكون أمره بها قد تقدّم في قوله : { وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ } إلى آخر الآية ، أو لكون أمره بالأمر لأهله أمراً له ، ولهذا قال : { واصطبر عَلَيْهَا } أي اصبر على الصلاة ، ولا تشتغل عنها بشيء من أمور الدنيا { لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقاً } أي لا نسألك أن ترزق نفسك ولا أهلك ، وتشتغل بذلك عن الصلاة { نَحْنُ نَرْزُقُكَ } ونرزقهم ولا نكلفك ذلك { والعاقبة للتقوى } أي العاقبة المحمودة ، وهي الجنة لأهل التقوى على حذف المضاف كما قال الأخفش ، وفيه دليل على أن التقوى هي ملاك الأمر وعليها تدور دوائر الخير .

/خ135