ولما أمر الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بتزكية النفس أمره بأن يأمر أهله بالصلاة بقوله عز وجل : { وأمر أهلك بالصلاة } أي : أمر أهل بيتك والتابعين لك من أمتك بالصلاة كما كان أبوك إسماعيل عليه السلام يدعوهم إلى كل خير إذ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ، وليتعاونوا على الاستعانة على خصاصتهم ، ولا يهتموا بأمر المعيشة ، ولا يلتفتوا لفت أرباب الثروة ، وكان صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه الآية يذهب إلى فاطمة وعلي رضي الله عنهما كل صباح ويقول : الصلاة { واصطبر } أي : داوم { عليها لا نسألك } أي : نكلفك { رزقاً } لنفسك ولا لغيرك { نحن نرزقك } وغيرك كما قال تعالى : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون 56 ما أريد منهم من رزق وما أريد إن يطعمون 57 إن الله هو الرازق ذو القوة المتين } [ الذاريات ، 56 - 58 ] ففرِّغ بالك لأمور الآخرة ، وفي معناه قول الناس : من كان في عمل الله كان الله في عمله .
وروي أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا أصاب أهله ضرٌّ أمرهم بالصلاة ، وتلا هذه الآية ، وعن عروة بن الزبير أنه كان إذا رأى ما عند السلطان قرأ : { ولا تمدن عينيك } الآية ، ثم ينادي الصلاة الصلاة رحمكم الله وعن بكر بن عبد الله المزني كان إذا أصاب أهله خصاصة قال : قوموا فصلوا بهذا أمر الله رسوله ، ثم يتلو هذه الآية : { والعاقبة } أي : الجميلة المحمودة { للتقوى } أي : لأهل التقوى قال ابن عباس : الذين صدقوك واتبعوك واتقوني ، ويؤيده قوله تعالى في موضع آخر : { والعاقبة للمتقين } [ الأعراف ، 128 ] ، ولا معونة على الرزق وغيره بشيء يوازي الصلاة ، فقد كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر أي بالباء الموحدة أي : إذا أحزنه فزع إلى الصلاة قال ثابت : وكان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إذا نزل بهم أمر فزعوا إلى الصلاة ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم : «يقول الله تعالى : تفرغ لعبادتي املأ صدرك غنى وأسد فقرك ، وإن لم تفعل ملأت صدرك شغلاً ولم أسد فقرك » ، وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «من جعل الهموم هماً واحداً هم المعاد كفاه الله هم دنياه ، ومن تشعبت به هموم أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك » وعن زيد بن ثابت قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له ، ومن كانت الآخرة همه جمع الله له أمره ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.