جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَأۡمُرۡ أَهۡلَكَ بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱصۡطَبِرۡ عَلَيۡهَاۖ لَا نَسۡـَٔلُكَ رِزۡقٗاۖ نَّحۡنُ نَرۡزُقُكَۗ وَٱلۡعَٰقِبَةُ لِلتَّقۡوَىٰ} (132)

{ وَأْمُرْ أَهْلَكَ } : أهل بيتك أو أمتك { بِالصَّلَاةِ } ، ولا تهتموا بأمر المعيشة { وَاصْطَبِرْ } : وداوم ، { عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا } : أن نرزق أحدا { نَّحْنُ نَرْزُقُكَ } ، ففرغ بالك للصلاة وفي الحديث إذا أصابه عليه السلام{[3230]} خصاصة نادى أهله : " يا أهلاه صلوا وصلوا وفي الحديث القدسي : " يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسد فقرك وإن لم تفعل ملأت صدرك شغلا ولم أسد فقرك " {[3231]} { وَالْعَاقِبَة } : المحمودة ، { لِلتَّقْوَى{[3232]} } : لذويه قد نقل أنها نزلت لما استسلف عليه السلام من يهودي فأبى إلا برهن فضاق صدره الأشرف .


[3230]:نقله ابن أبي حاتم بإسناد جيد وذكره صاحب الفتح وعزاه إلى أحمد والبيهقي وغيرها /12. [لأخرجه أحمد في الزهد وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن ثابت مرفوعا كما في الدر المنثور للسيوطي (4/561).]
[3231]:أخرجه الترمذي (3/308)، وأحمد (2/358)، وابن ماجه (4107)، وابن حبان (2477)، وغيرهم من حديث أبي هريرة مرفوعا، وانظر صحيح ابن ماجه (3315)، والصحيحة (1359).
[3232]:ولما بين أن عذاب الدنيا والآخرة لمن أسرف ولم يؤمن، ولم يتأمل في آيات الله والآيات ليس إلا لذي النهى ثم توجه إلى نصح حبيبه ـ صلى الله عليه وسلم ـ عقبه بما يدل على عمههم في الدنيا وأنهم ليسوا من أهل النهى فقال: "وقالوا" الآية / 12 وجيز.