قوله : { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بالصلاة } أي : قَوْمك .
وقيل : مَنْ كان على دينك كقوله تعالى{[27528]} : { وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بالصلاة }{[27529]} وحمله بعضهم على أقاربه{[27530]} .
" واصْطَبِرْ عليها " أي : اصبِرْ على الصلاة وحافظ عليها فإنها تَنْهى عن الفحشاء والمنكر . وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بعدَ نزول هذه الآية يذهب إلى فاطمة وعليّ -عليهما السلام{[27531]}- في{[27532]} كلِّ صباحٍ ويقول : " الصَّلاة " {[27533]} . ثم بيَّن تعالى أنَّما أمرهم بذلك لنفعهم وأنه{[27534]} متعال{[27535]} عن المنافع ، فقال : { لاَ نَسْأَلُكَ رِزْقاً } أي : لا نكلفك أن{[27536]} ترزق أحداً من خلقنا ، ولا أن ترزق نفسَك ، وإنما نكلفُكَ عَمَلاً فَفَرِّغْ بالَك لأمر الآخرة ، كما قال بعضهم : مَنْ كان في عمل الله كان الله في عمله{[27537]} . وقال أبو مسلم : معناه إنما يُريدُ منه{[27538]} أن يرزقه كما يريد السادة من العبيد الخراج ، ونظيره { وَمَا خَلَقْتُ الجن والإنس إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ مَآ أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ }{[27539]} {[27540]} . وقيل : المعنى{[27541]} إنما أمرناك بالصَّلاة لا لأنا ننتفع{[27542]} بصلاتك{[27543]} . " نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ " في الدنيا بوجود النعم ، وفي الآخرة بالثواب قال عبد الله بن سلام : كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل بأهلِهِ ضِيقٌ أو شِدَّةٌ أمرهم بالصلاة ، وتلا هذه الآية{[27544]} .
" وَالعَاقِبَةُ " الجميلة المحمودة " لِلتَّقْوَى " {[27545]} أي : لأهل التقوى . قال ابن عباس -رضي الله عنهما- : ( الذين صدَّقوك واتَّبعوك واتقون ){[27546]} {[27547]} ، ويؤيده قوله في موضع آخر ، { والعاقبة لِلْمُتَّقِينَ }{[27548]} . وقرأ ابنُ وثاب : " نَرْزُقكَ " بإدغام القاف في الكاف{[27549]} ، والمشهور عنه أنه لا يدغم إلا إذا كانت الكاف متصلة بميم جمع{[27550]} نحو : خَلَقَكُمْ ، كما تقدم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.