معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{ثُمَّ جَعَلۡنَٰكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ فَٱتَّبِعۡهَا وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ} (18)

قوله تعالى : { ثم جعلناك } يا محمد . { على شريعة } سنة وطريقة بعد موسى ، { من الأمر } من الدين ، { فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون } يعني مراد الكافرين ، وذلك أنهم كانوا يقولون له : ارجع إلى دين آبائك ، فإنهم كانوا أفضل منك ، فقال جل ذكره : { إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً } .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{ثُمَّ جَعَلۡنَٰكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ فَٱتَّبِعۡهَا وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ} (18)

قوله : { ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها } الشريعة ، ماشرع الله لعباده من الدين . والمعنى : جعلناك يا محمد على طريقة ظاهرة ومنهاج واضح من أمرنا الذي أمرناك به { فاتبعها } أي اتبع تلك الشريعة التي أمرتك بها { ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون } أي احذر واجتنب أهواء الذين لا يعلمون الحق من الباطل . أولئك الذين يبتغون لك الضلالة ، ويريدون أن تضل السبيل وتتيه غاويا متعثرا .

وما أجدر المسلمين في كل زمان أن يحذروا المضلين من أهل الضلال والغواية الذين يريدون للمسلمين أن يزيغوا عن دينهم ويستعيضوا عن منهج الله بشرائع الضلال والكفر على اختلاف صورها ومسمياتها .

ما أجدر المسلمين أن يحرصوا على التمسك بشريعة الإسلام فيعضّوا عليها بالنواجذ ، ويأخذوا بكل ما فيها من الأحكام والأوامر لكي يرضى الله عنهم وليكتب لهم الهداية والتوفيق والغلبة والسعادة في الدنيا والآخرة .