{ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ } ثم للاستئناف . والشريعة في اللغة المذهب والملة والمنهاج ، ويقال لمشرعة الماء وهي مورد شاربيه شريعة ، والجمع شرائع ، فاستعير ذلك للدين ؛ لأن العباد يردون ما تحيا به نفوسهم ، ومنه الشارع ؛ لأنه طريق إلى المقصد ، فالمراد بالشريعة هنا ما شرعه الله لعباده من الدين ، أي جعلناك يا محمد على منهاج واضح من أمر الدين يوصلك إلى الحق ، وقال ابن عباس : على هدى من أمر دينه ، قال قتادة الشريعة الأمر والنهي والحدود والفرائض البينة ، لأنها طريق إلى الحق ، وقال الكلبي السنة ، لأنه يستن بطريقة من قبله من الأنبياء ، وقال ابن زيد : الدين ؛ لأنه طريق إلى النجاة ، وقال ابن العربي : الأمر يرد في اللغة بمعنيين أحدهما بمعنى الشأن كقوله :
{ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ } والثاني ما يقابله النهي ، وكلاهما يصح أن يكون مرادا هنا ، وتقديره ثم جعلناك على طريقة من الدين ، وهي ملة الإسلام ، كما قال تعالى { ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا } ولا خلاف أن الله تعالى لم يغاير بين الشرائع في التوحيد والمكارم والمصالح ، وإنما خالف بينها في الفروع حسب ما علمه سبحانه وتعالى .
{ فَاتَّبِعْهَا } أي فاعمل بأحكامها في أمتك { وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ } توحيد الله وشرائعه لعباده ، وهم كفار قريش ومن وافقهم ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.