النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{ثُمَّ جَعَلۡنَٰكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ فَٱتَّبِعۡهَا وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ} (18)

قوله عز وجل : { ثُمَّ جَعَلنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ } أي على طريقة من الدين ، كالشريعة التي هي طريق إلى الماء ، ومنه الشارع ؛ لأنه طريق إلى القصد .

وفي المراد بالشريعة أربعة أقاويل :

أحدها : أنها الدين ، قاله ابن زيد ، لأنه طريق للنجاة{[2596]} .

الثاني : أنها الفرائض والحدود والأمر والنهي ، قاله قتادة ؛ لأنها طريق إلى الدين .

الثالث : أنها البينة ، قاله مقاتل ؛ لأنها طريق الحق .

الرابع : السنة ، حكاه الكلبي ؛ لأنه يستنّ بطريقة من قبله من الأنبياء .


[2596]:في ك طريق إلى الجنة والمعنى متقارب.