الآية 18 قوله تعالى : { ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتّبعها } يحتمل أن يكون هذا صلة قوله تعالى : { وآتيناهم بينات من الأمر } كأنه يقول : { وآتيناهم بينات من الأمر } وجعلنا ذلك شريعة لك ، فاتّبعها أنت ، ولو لم يتّبعوها هم .
والشريعة هي المِلّة والمذهب ، وهي ما شرع فيه ، ويذهب إليه . كذلك قاله القتبيّ ، قال : شرع فلان في كذا إذا أخذ فيه ، ومنه مشارع الماء [ وهي ]{[19212]} الفُرَض ، التي يشرع منها الناس ، والواردة .
وقال أبو عوسجة : الشريعة السُّنة ، والله أعلم .
ثم أخبر أن الذي هم عليه إنما هو هوى النفس ، فقال : عز وجل : { ولا تتّبع أهواء الذين لا يعلمون } يحتمل قوله : { لا يعلمون } [ وجهين :
أحدها : ]{[19213]} لما لم يتأمّلوا ، ويتفكّروا [ ما لو تأمّلوا ، وتفكروا ]{[19214]} فيه لعلموا ، لأنه قد ذكر في أول الآية أنهم إنما اختلفوا من بعد ما جاءهم العلم ، أي جاءهم من دلائل العلم ما لو تأملوا ، ونظروا فيها لعلِموا .
والثاني : نفى عنهم العلم لما لم ينتفعوا بما علموا وما جعل لهم من العلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.