تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{ثُمَّ جَعَلۡنَٰكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِ فَٱتَّبِعۡهَا وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ} (18)

الآية 18 قوله تعالى : { ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتّبعها } يحتمل أن يكون هذا صلة قوله تعالى : { وآتيناهم بينات من الأمر } كأنه يقول : { وآتيناهم بينات من الأمر } وجعلنا ذلك شريعة لك ، فاتّبعها أنت ، ولو لم يتّبعوها هم .

والشريعة هي المِلّة والمذهب ، وهي ما شرع فيه ، ويذهب إليه . كذلك قاله القتبيّ ، قال : شرع فلان في كذا إذا أخذ فيه ، ومنه مشارع الماء [ وهي ]{[19212]} الفُرَض ، التي يشرع منها الناس ، والواردة .

وقال أبو عوسجة : الشريعة السُّنة ، والله أعلم .

ثم أخبر أن الذي هم عليه إنما هو هوى النفس ، فقال : عز وجل : { ولا تتّبع أهواء الذين لا يعلمون } يحتمل قوله : { لا يعلمون } [ وجهين :

أحدها : ]{[19213]} لما لم يتأمّلوا ، ويتفكّروا [ ما لو تأمّلوا ، وتفكروا ]{[19214]} فيه لعلموا ، لأنه قد ذكر في أول الآية أنهم إنما اختلفوا من بعد ما جاءهم العلم ، أي جاءهم من دلائل العلم ما لو تأملوا ، ونظروا فيها لعلِموا .

والثاني : نفى عنهم العلم لما لم ينتفعوا بما علموا وما جعل لهم من العلم .


[19212]:ساقطة من الأصل وم.
[19213]:ساقطة من الأصل وم.
[19214]:من م، ساقطة من الأصل.