معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَٱلتِّينِ وَٱلزَّيۡتُونِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة التين

مكية وآياتها ثمان .

{ والتين والزيتون } قال ابن عباس ، والحسن ، ومجاهد ، وإبراهيم ، وعطاء ابن أبي رباح ، ومقاتل ، والكلبي : هو تينكم هذا الذي تأكلونه ، وزيتونكم هذا الذي تعصرون منه الزيت . قيل : خص التين بالقسم لأنها فاكهة مخلصة لا عجم لها ، شبيهة بفواكه الجنة . والزيتون شجرة مباركة جاء بها الحديث ، وهو تمر ودهن يصلح للاصطباغ والاصطباح . وقال عكرمة : هما جبلان . قال قتادة : التين : الجبل الذي عليه دمشق ، والزيتون : الجبل الذي عليه بيت المقدس ، لأنهما ينبتان التين والزيتون . وقال الضحاك : هما مسجدان بالشام . وقال ابن زيد : التين : مسجد دمشق ، والزيتون : مسجد بيت المقدس . وقال محمد بن كعب : التين مسجد أصحاب الكهف ، والزيتون : مسجد إيليا .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَٱلتِّينِ وَٱلزَّيۡتُونِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة التين

مكية وآياتها 8 نزلت بعد البروج .

{ والتين والزيتون } فيها قولان :

الأول : أنه التين الذي يؤكل ، والزيتون الذي يعصر أقسم الله بهما لفضيلتها على سائر الثمار . روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل مع أصحابه تينا فقال : " لو قلت إن فاكهة نزلت من الجنة لقلت هذه لأن فاكهة الجنة بلا عجم فكلوه فإنه يقطع البواسير وينفع من النقرس " . وقال صلى الله عليه وسلم : " نعم السواك الزيتون فإنه من الشجرة المباركة هي سواكي وسواك الأنبياء من قبلي " .

القول الثاني : أنهما موضعان ، ثم اختلف فيهما فقيل : هما جبلان بالشام :

أحدهما : بدمشق ينبت فيه التين .

والآخر : بإيلياء ينبت فيه الزيتون .

فكأنه قال ومنابت التين والزيتون .

وقيل : التين مسجد دمشق ، والزيتون مسجد بيت المقدس .

وقيل : التين مسجد نوح ، والزيتون مسجد إبراهيم .

والأظهر أنهما الموضعان من الشام وهما اللذان كان فيهما مولد عيسى ومسكنه ، وذلك أن الله ذكر بعد هذا الطور الذي كلم عليه موسى ، والبلد الذي بعث منه محمد صلى الله عليه وسلم ، فتكون الآية نظير ما في التوراة : أن الله تعالى جاء من طور سيناء وطلع من ساعد وهو موضع عيسى وظهر من جبال باران وهي مكة ، وأقسم الله بهذه المواضع التي ذكر في التوراة لشرفها بالأنبياء المذكورين .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَٱلتِّينِ وَٱلزَّيۡتُونِ} (1)

مقدمة السورة:

هذه السورة مكية وآياتها ثمان .

بسم الله الرحمان الرحيم

{ والتين والزيتون 1 وطور سينين 2 وهذا البلد الأمين 3 لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم 4 ثم رددناه أسفل سافلين 5 إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون 6 فما يكذّبك بعد بالدين 7 أليس الله بأحكم الحاكمين } .

يقسم الله بهذين الصنفين من الثمار وهما التين والزيتون . وعن ابن عباس ( رضي الله عنهما ) قال : هو تينكم هذا وزيتونكم هذا . وقيل : المراد بهما مسجد دمشق والمسجد الأقصى . والمعنى الأول أولى بالصواب ، استنادا إلى ظاهر الكلام .

وقد خصّ الله التين والزيتون من بين الثمار بالقسم لحكمة يعلمها هو سبحانه . ولا ندري أكثر من كونهما نافعين مرغوبين . فإن كلاّ منهما طيب ونافع . فالتين غذاء لطيف ومشتهى وهو سريع الهضم وذو فوائد للجسم كثيرة منها قطع البواسير ، وتطهير الكليتين ، والمثانة من الأدران . وكذلك الزيتون فإنه يعتصر منه الزيت ، هذا الغذاء الطيب النافع المبارك الذي يستشفى به من كثير من علل الجسم .