لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَٱلتِّينِ وَٱلزَّيۡتُونِ} (1)

مقدمة السورة:

( مكية وهي ثماني آيات ، وأربع وثلاثون كلمة ، ومائة وخمسة أحرف ) .

قوله عز وجل : { والتين والزيتون } قال ابن عباس : هو تينكم الذي تأكلون وزيتونكم الذي تعصرون منه الزيت ، قيل : إنما خص التين بالقسم لأنه فاكهة مخلصة من شوائب التّنغيص ، وفيه غذاء ويشبه فواكه الجنة لكونه بلا عجم .

ومن خواصه أنه طعام لطيف سريع الهضم ، لا يمكث في المعدة ، يخرج بطريق الرشح ويلين الطبيعة ، ويقلل البلغم ، وأما الزيتون فإنه من شجرة مباركة فيه إدام ودهن يؤكل ويستصبح به ، وشجرته في أغلب البلاد ، ولا يحتاج إلى خدمة وتربية ، وينبت في الجبال التي ليست فيها دهنية ، ويمكث في الأرض ألوفاً من السنين ، فلما كان فيهما من المنافع ، والمصالح الدّالة على قدرة خالقهما لا جرم أقسم الله بهما ، وقيل هما جبلان فالتين الجبل الذي عليه دمشق والزيتون الجبل الذي عليه بيت المقدس ، واسمهما بالسريانية طور تيناً وطور زيتاً لأنهما ينبتان التين والزيتون . وقيل : هما مسجدان فالتين مسجد دمشق والزيتون مسجد بيت المقدس ، وإنما حسن القسم بهما لأنهما موضع الطاعة . وقيل : التين مسجد أصحاب الكهف والزيتون مسجد إيلياء . وقيل التين مسجد نوح الذي بناه على الجودى ، والزيتون مسجد بيت المقدس .