تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَٱلتِّينِ وَٱلزَّيۡتُونِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة التين ( وهي مكية{[1]} )

الآيات1 و2 و 3 : قوله تعالى : { والتين والزيتون } { وطور سنين } { وهذا البلد الأمين }{[23829]} قال ( المفسرون ){[23830]} هذه السورة كلها نزلت في محاجة أهل مكة ، أما{[23831]}سورة { والضحى } ( وسورة ){[23832]} { ألم نشرح } فإنهما جاءتا في تذكير منن الله لرسوله :

إحداهما : خاطبه جبرائيل في تذكير ما من الله عليه ، والأخرى خاطبه ربه بذلك ، وأما غيرهما من السور فإنما جاءت في محاجة أهل مكة .

ثم قوله تعالى : { والتين والزيتون } { وطور سنين } { وهذا البلد الأمين } قسم أقسم تأكيدا للحجج التي أقامها ما لو لا القسم لكان ما ذكر يوجب ذلك ، لكن في القسم تأكيد ما ذكر من الحجة .

ثم اختلف أهل التأويل في قوله : { والتين والزيتون } قال بعضهم : هو التين الذي يأكل الناس والزيتون الذي يستخرجون منه الزيت . كذا روي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه سئل عن التين والزيتون ، فقال : تينكم وزيتونكم هذا .

وقال بعضهم : هما جبلان بالشام . وقال بعضهم : هما مسجدان في الشام أحدهما : مسجد بيت المقدس . وقيل : التين مسجد أصحاب الكهف ، ( والثاني ){[23833]} : الزيتون مسجد نبينا .

وعن قتادة أنه{[23834]} قال : التين الجبل الذي عليه دمشق ، والزيتون الجبل الذي عليه مسجد بيت المقدس .

وقال القتبي : التين والزيتون جبلان بالشام يقال لهما : طور تينا وطور زيتا بالسريانية بالتين والزيتون لأنهما ينبتان فيهما .


[1]:- في ط ع: سمح.
[23829]:ساقطة من الأصل وم
[23830]:ساقطة من الأصل وم
[23831]:في الأصل وم: سوى
[23832]:من م، في الأصل: أن
[23833]:في الأصل وم والزيتون
[23834]:من م، في الأصل أن