الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَٱلتِّينِ وَٱلزَّيۡتُونِ} (1)

مقدمة السورة:

مكية وآياتها ثمان .

أقسم بهما لأنهما عجيبان من بين أصناف الأشجار المثمرة ، وروي : أنه أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم طبق من تين فأكل منه وقال لأصحابه : «كلوا ، فلو قلت إنّ فاكهة نزلت من الجنة لقلت هذه ، لأنّ فاكهة الجنة بلا عجم ، فكلوها . فإنها تقطع البواسير وتنفع من النقرس » . ومرّ معاذ بن جبل بشجرة الزيتون فأخذ منها قضيباً واستاك به وقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " نعم السواك الزيتون من الشجرة المباركة يطيب الفم ويذهب بالحفرة " وسمعته يقول : " هي سواكي وسواك الأنبياء قبلي " وعن ابن عباس رضي الله عنه : هو تينكم هذا وزيتونكم . وقيل : جبلان من الأرض المقدّسة يقال لهما بالسريانيّة : طورتينا وطورزيتا ، لأنهما منبتا التين والزيتون . وقيل : «التين » جبال ما بين حلوان وهمذان . و «الزيتون » جبال الشام ، لأنها منابتهما ، كأنه قيل : ومنابت التين والزيتون .