معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذۡ فَزِعُواْ فَلَا فَوۡتَ وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٖ قَرِيبٖ} (51)

قوله تعالى : { ولو ترى إذ فزعوا } قال قتادة عند البعث حين يخرجون من قبورهم ، { فلا فوت } أي : فلا يفوتونني كما قال : { ولات حين مناص } ، وقيل : إذ فزعوا فلا فوت ولا نجاة ، { وأخذوا من مكان قريب } قال الكلبي من تحت أقدامهم ، وقيل : أخذوا من بطن الأرض إلى ظهرها ، وحيثما كانوا فهم من الله قريب ، لا يفوتونه . وقيل : من مكان قريب يعني عذاب الدنيا . وقال الضحاك : يوم بدر . وقال ابن أبزي : خسف بالبيداء ، وفي الآية حذف تقديره : ولو ترى إذ فزعوا لرأيت أمراً تعتبر به .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذۡ فَزِعُواْ فَلَا فَوۡتَ وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٖ قَرِيبٖ} (51)

43

وأخيراً يجيء الختام في مشهد من مشاهد القيامة حافل بالحركة العنيفة المترددة بين الدنيا والأخرى . كأنما هو مجال واحد ، وهم كرة يتقاذفها السياق في المشهد السريع العنيف :

( ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب . وقالوا : آمنا به . وأنّى لهم التناوش من مكان بعيد ? وقد كفروا به من قبل ويقذفون بالغيب من مكان بعيد . وحيل بينهم وبين ما يشتهون ، كما فعل بأشياعهم من قبل ، إنهم كانوا في شك مريب ) . .

( ولو ترى ) . . فالمشهد معروض للأنظار . ( إذ فزعوا ) . . من الهول الذي فوجئوا به . وكأنما أرادوا الإفلات( فلا فوت )ولا إفلات ( وأخذوا من مكان قريب ) . . ولم يبعدوا في محاولتهم البائسة وحركتهم المذهولة

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذۡ فَزِعُواْ فَلَا فَوۡتَ وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٖ قَرِيبٖ} (51)

{ ولو ترى إذ فزعوا } عند الموت أو البعث أو يوم بدر ، وجواب { لو } محذوف تقديره لرأيت أمرا فظيعا . { فلا فوت } فلا يفوتون الله بهرب أو تحصن . { وأخذوا من مكان قريب } من ظهر الأرض إلى باطنها ، أو من الموقف إلى النار أو من صحراء بدر إلى القليب ، والعطف على { فزعوا } أو لا فوت ويؤيده أنه قرئ " وأخذ " عطفا على محله أي : فلا فوت هناك وهناك أخذ .