الآية 51 وقوله تعالى : { ولو ترى إذ فزعوا فلا فَوْت وأُخذوا من مكان قريب } اختلف فيه :
قال بعضهم : وذلك أنهم بعثوا بعثين قاصدين تخريب الكعبة ، فلما بلغا{[17105]} البيداء خسف بأحدهما ، والآخر ينظر ، فانفلت{[17106]} منهم [ ليخبر عنهم ]{[17107]} ، فتحول وجهه في قفاه{[17108]} . وذلك قوله : { ولو ترى إذ فزعوا } من الخسف والعذاب { فلا فوت } من عذاب الله { وأخذوا من مكان قريب } أي من تحت أقدامهم تخسف بهم الأرض .
وعلى ذلك يخرّج قوله : { وحيل بينهم وبين ما يشتهون } من تخريب الكعبة { كما فُعل بأشياعهم من قبل } [ سبأ : 54 ] وهم أصحاب الفيل .
وعلى ذلك روي عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه [ قال ]{[17109]} ( يغزو هذا البيت جيش حتى إذا كانوا بالبيداء خُسف بهم ، فلا ينفلت عنهم إلا واحد يخبر عنهم ، قالت : يا رسول الله : وإن كان فيهم المُكرَه ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُبعثون على نياتهم ) [ البخاري : 1901 ] .
وقال بعضهم : قوله : { ولو ترى إذ فزعوا فلا فَوْت } وهو عند الموت يفزعون منه ، ولا فوت لهم عنه { وأُخذوا من مكان قريب } أي [ من على ذلك ]{[17110]} المكان .
والحسن يقول : { فزِعوا } من القبور { فلا فوت } يقول : { وأخذوا } عند ذلك { من مكان قريب } وهو المكان القريب .
وقال بعضهم : ذلك عند القيامة يفزعون عند معاينتهم العذاب{[17111]} ، ولا يفوتون الله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.