النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذۡ فَزِعُواْ فَلَا فَوۡتَ وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٖ قَرِيبٖ} (51)

قوله عز وجل : { وَلَوْ تَرَى إذْ فِزَعُوا } في فزعهم خمسة أقاويل :

أحدها : فزعهم يوم القيامة ، قاله مجاهد .

الثاني : فزعهم في الدنيا حين رأوا بأس الله عز وجل : قاله قتادة .

الثالث : هو الجيش الذي يخسف بهم في البيداء فيبقى منهم رجل فيخبر الناس بما لقي أصحابه فيفزعوا فهذا هو فزعهم ، قاله سعيد بن جبير .

الرابع : هو فزعهم يوم بدر حين ضربت أعناقهم فلم يستطيعوا فراراً من العذاب ولا رجوعاً إلى التوبة ، قاله السدي .

الخامس : هو فزعهم في القبور من الصيحة ، قاله الحسن .

وفي قوله تعالى : { فَلاَ فَوْتَ } ثلاثة أوجه :

أحدها : فلا نجاة ، قاله ابن عباس .

الثاني : فلا مهرب ، وهو معنى قول مجاهد .

الثالث : فلا سبق ، قاله قتادة .

{ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ } فيه ستة أقاويل :

أحدها : من تحت أقدامهم ، قاله مجاهد .

الثاني : يوم بدر ، قاله زيد بن أسلم .

الثالث : هو جيش السفياني ، قاله ابن عباس .

الرابع : عذاب الدنيا ، قاله الضحاك .

الخامس : حين خرجوا من القبور ، قاله الحسن .

السادس : هو يوم القيامة ، قاله القاسم بن نافع .

ويحتمل سابعاً : في أسرِّ ما كانوا فيه نفوساً ، وأقوى ما كانوا عليه أملاً لأنه أقرب بلاء من نعمه{[2271]} .


[2271]:هكذا بالأصول.