الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذۡ فَزِعُواْ فَلَا فَوۡتَ وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٖ قَرِيبٖ} (51)

أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { ولو ترى إذ فزعوا } قال : في الدنيا عند الموت حين عاينوا الملائكة ، ورأوا بأس الله { وأنَّى لهم التناوش من مكان بعيد } [ غافر : 84 ] قال : لا سبيل لهم إلى الإِيمان كقوله { فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وقد كفروا به من قبل } قال : قد كانوا يدعون إليه وهم في دعة ورخاء ، فلم يؤمنوا به { ويقذفون بالغيب } يرجمون بالظن يقولون : إنه لا جنة ، ولا نار ، ولا بعث { وحيل بينهم وبين ما يشتهون } قال : اشتهوا طاعة الله لو أنهم عملوا فحيل بينهم وبين ذلك .

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { ولو ترى إذ فزعوا } قال : يوم القيامة { فلا فوت } فلم يفوتوا ربك .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله { ولو ترى إذ فزعوا } قال : في القبور من الصيحة .

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله { ولو ترى إذ فزعوا . . . } قال : هذا يوم بدر حين ضربت أعناقهم ، فعاينوا العذاب ، فلم يستطيعوا فراراً من العذاب ، ولا رجوعاً إلى التوبة .

وأخرج عبد بن حميد والضحاك رضي الله عنه في قوله { ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت } قال : هو يوم بدر .

وأخرج عبد بن حميد عن زيد بن أسلم ، مثله .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه { ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت } قال : هم قتلى المشركين من أهل بدر ، نزلت فيهم هذه الآية .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب } قال : هو جيش السفياني قال : من أين أخذ ؟ قال : من تحت أقدامهم .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن عطية رضي الله عنه في قوله { ولو ترى إذ فزعوا . . . } قال : قوم خسف بهم أخذوا من تحت أقدامهم .

وأخرج ابن مردويه عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يبعث ناس إلى المدينة ، حتى إذا كانوا ببيداء بعث الله عليهم جبريل عليه السلام ، فضربهم برجله ضربة ، فيخسف الله بهم ، فذلك قوله { ولو ترى إذ فزعوا فلا فَوْتَ وأُخذوا من مكان قريب } » .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه { ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت } قال : هم الجيش الذين يخسف بهم بالبيداء ، يبقى منهم رجل يخبر الناس بما لقي أصحابه . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن أبي معقل رضي الله عنه { ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت } قال : أخذوا فلم يفوتوا .

وأخرج أحمد عن نفيرة امرأة القعقاع بن أبي حدرة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إذا سمعتم بجيش قد خسف به ، فقد أطلت الساعة » .

وأخرج أحمد ومسلم والحاكم عن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « ليؤمنّ هذا البيت جيش يغزونه حتى إذا كانوا بالبيداء خسف أوساطهم ، فينادي أولهم آخرهم ، فيخسف بهم خسفاً ، فلا ينجو إلا الشريد الذي يخبر عنهم » .

وأخرج أحمد عن حفصة رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « يأتي جيش من قبل المشرق يريدون رجلاً من أهل مكة ، حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم ، فيرجع من كان أمامهم لينظر ما فعل القوم ، فيصيبهم ما أصابهم . قلت : يا رسول الله فكيف بمن كان مستكرهاً ؟ قال : يصيبهم كلهم ذلك ثم يبعث الله كل امرئ على نيته » .

وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن صفية أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « لا ينتهي الناس عن غزو هذا البيت حتى يغزوه جيش ، حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بأولهم وآخرهم ، ولم ينج أوسطهم قلت : يا رسول الله أرأيت المكره ؟ قال : يبعثهم الله على ما في أنفسهم » .

وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ] ؟

وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه عن أم سلمه رضي الله عنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول « يعوذ عائذ بالحرم فيبعث إليه بعث ، فإذا كان ببيداء من الأرض خسف بهم قلت : يا رسول الله فكيف بمن يخرج كارهاً ؟ قال : يخسف به معهم ، ولكنه يبعث على نيته يوم القيامة » .

وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني عن أم سلمة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « يبايع الرجل من أمتي بين الركن والمقام كعدة أهل بدر ، فيأتيه عصب العراق ، وابدال الشام ، فيأتيهم جيش من الشام حتى إذا كانوا خسف بهم ، ثم يسير إليه رجل من قريش أخواله كلب ، فيهزمهم الله قال : وكان يقال إن الخائب يومئذ من خاب من غنيمة كلب » .

وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « المحروم من حرم غنيمة كلب ولو عقالاً ، والذي نفسي بيده لَتُبَاعَنَّ نساؤهم على درج دمشق ، حتى ترد المرأة من كسر بساقها » .

وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم « لا تنتهي البعوث عن غزو بيت الله حتى يخسف بجيش منهم » .

وأخرج الحاكم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « في ذي القعدة تحارب القبائل ، وعامئذ ينهب الحاج ، فتكون ملحمة بمنى حتى يهرب صاحبهم ، فيبايع بين الركن والمقام وهو كاره ، يبايعه مثل عدة أهل بدر ، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض » .

وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يخرج رجل يقال له السفياني في عمق دمشق ، وعامة من يتبعه من كلب ، فيقتل حتى يبقر بطون النساء ، ويقتل الصبيان ، فيجمع لهم قيس ، فيقتلها حتى لا يمنع ذنب تلعة ، ويخرج رجل من أهل بيتي فيبلغ السفياني ، فيبعث إليه جنداً من جنده ، فيهزمهم فيسير إليه السفياني بمن معه حتى إذا صار ببيداء من الأرض خسف بهم ، فلا ينجو منهم إلا المخبر عنهم » .

وأخرج الحاكم وصححه عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أحذركم سبع فتن : فتنة تقبل من المدينة . وفتنة بمكة . وفتنة من اليمن . وفتنة تقبل من الشام . وفتنة تقبل من المشرق . وفتنة تقبل من الغرب . وفتنه من بطن الشام وهي السفياني . فقال ابن مسعود رضي الله عنه : منكم من يدرك أولها ، ومن هذه الأمة من يدرك آخرها قال الوليد بن عياش رضي الله عنه : فكانت فتنة المدينة من قبل طلحة والزبير ، وفتنة مكة فتنة ابن الزبير ، وفتنة الشام من قبل بني أميه ، وفتنة المشرق من قبل هؤلاء » .