{ وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا } الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أو لكل من يصلح له ، قيل : المراد فزعهم عند نزول الموت بهم أو غيره من بأس الله تعالى وقال الحسن : هو فزعهم في القبور من الصيحة ، وقال قتادة : هو فزعهم إذا خرجوا من قبورهم .
وقال السدي : هو فزعهم يوم بدر حين ضربت أعناقهم بسيوف الملائكة فلم يستطيعوا فرارا ولا رجوعا إلى التوبة ، وقال ابن معقل : هو فزعهم إذا عاينوا عقاب الله يوم القيامة ، وقال سعيد بن جبير : هو الخسف الذي يخسف بهم في البيداء فيبقى رجل منهم فيخبر الناس بما لقي أصحابه فيفزعون ، وجواب لو محذوف أي لرأيت أمرا عظيما وحالا هائلة { فَلا فَوْتَ } أي فلا يفوتني أحد منهم ولا ينجوا منهم ناج ، قال مجاهد : فلا مهرب وقال ابن عباس : فلا نجاة .
{ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ } من ظهر الأرض أو من القبور وهي قريبة من مساكنهم في الدنيا كما قاله أبو حيان ، أو قريب من موقف الحساب ، وقيل : أي قبضت أرواحهم في أماكنها فلم يمكنهم الفرار من الموت ، وهذا على قول من يقول : هذا الفزع عند النزع ، وقيل : أخذوا من جهنم فألقوا فيها . وقيل من حيث كانوا فهم من الله قريب لا يبعدون عنه ولا يفوتونه .
وقال ابن عباس من تحت أقدامهم ، وعنه قال : نزلت في ثمانين ألفا يغزون في آخر الزمان الكعبة ليخربوها فلما يدخلون البيداء يخسف بهم ، فهو الأخذ من مكان قريب ، ذكره القرطبي .
وقد ثبت في الصحيح أنه يخسف بجيش في البيداء من حديث حفصة وعائشة ، وخارج الصحيح من حديث أم سلمة وصفية وأبي هريرة وابن مسعود ، وليس في شيء منها أن ذلك سبب نزول هذه الآية ، ولكنه أخرج ابن جرير من حديث حذيفة بن اليمان قصة الخسف هذه مرفوعة ، وقال في آخرها : فذلك قوله عز وجل في سورة سبأ : { ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت } الآية ، وقيل : يجوز أن يكون هذا الفزع هو الفرع الذي بمعنى الإجابة . يقال فزع الرجل : إذا أجاب الصارخ الذي يستغيث به كفزعهم إلى الحرب يوم بدر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.