ثم قال : { ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت } اختلف في وقت هذا الفزع فقيل : ذلك في الآخرة وقيل : في الدنيا .
فالمعنى على قول ابن عباس : أي لو ترى يا محمد إن فزع هؤلاء المشركون عند نزول العذاب بهم فلا فوت لهم من العذاب .
{ وأخذوا من مكان قريب } أي : من الدنيا بالعذاب .
قال ابن عباس : هذا من عذاب الدنيا{[56024]} .
قال ابن زيد : هؤلاء قتلى المشركين من أهل بدر ، وهم الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار{[56025]} .
وقال ابن جبير : هم الجيش الذين يخسف بهم بالبيداء يبقى منهم رجل يخبر الناس بما لقي أصحابه{[56026]} .
وروى حذيفة بن اليمان{[56027]} أن النبي صلى الله عليه وسلم " ذكر فتنة " تكون بين أهل المشرق والمغرب قال : فبينما هم كذلك إذ خرج عليهم السفياني من الوادي اليابس في فورة ذلك حتى ينزل دمشق فيبعث جيشين ، جيشا إلى المشرق ، وجيشا إلى المدينة حتى ينزلوا بابل في المدينة الملعونة والبقعة الخبيثة فيقتلون أكثر من ثلاث آلاف ويبقرون فيها أكثر من مائة امرأة ، بها ثلاث مائة كبش{[56028]} من بني العباس ، ثم ينحدرون إلى الكوفة فيخربون ما حولها ، ثم يخرجون متوجهين إلى الشام فتخرج راية هدى من الكوفة فتلحق ذلك الجيش منها على ليلتين{[56029]} فيقتلونهم لا يفلت منهم مخبر ، ويستنقذون ما في أيديهم من السبي والغنائم ، ويحل جيشه الثاني بالمدينة فينتهبونها ثلاثة أيام ولياليها ، ثم يخرجون متوجهين إلى مكة حتى إذا كانوا بالبيداء بعث الله عليهم جبريل عليه السلام فيقول : يا جبريل اذهب فأبدهم ، فيضربها برجله ضربة يخسف الله لهم ، فذلك قوله تعالى ذكره : { ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب }فلا يفلت منهم إلا رجلان ، أحدهما بشير والآخر نذير وهما من جهينة ، فذلك جاء المثل{[56030]} : " وعند جهينة الخبر اليقين " {[56031]} .
وقال الحسن وقتادة : معنى الآية : ولو ترى يا محمد إذ فزع المشركون يوم القيامة حين خرجوا من قبورهم{[56032]} .
قال قتادة : " وأخذوا من مكان قريب " حين عاينوا العذاب{[56033]} .
وجواب لو محذوف والتقدير : لو رأيت ذلك يا محمد لعاينت أمرا عظيما ولرأيت عبرة .
وقوله { فلا فوت } أي : فلا سبيل لهم أن يفوتوا بأنفسهم وينجوا من العذاب .
قال ابن عباس " فلا فوت " فلا نجاة{[56034]} .
وقال علي بن سعيد{[56035]} : " فلا فوت " قال : جالوا جولة .
وقال إبراهيم بن عرفة{[56036]} : " فلا فوت " أي : لم يسبقوا ما أريد منهم .
وقيل : في الكلام تقديم وتأخير والتقدير : ولو ترى إذ فزعوا وأخذوا من مكان قريب فى فوت ، أي : فلا يفوتونا .
وقال الضحاك : " فلا فوت " فلا هرب{[56037]} .
{ وأخذوا من مكان قريب } أي : أخذوا بعذاب الله من مكان قريب لأنهم حيث كانوا فهم من الله قريب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.