الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذۡ فَزِعُواْ فَلَا فَوۡتَ وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٖ قَرِيبٖ} (51)

{ وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُواْ فَلاَ فَوْتَ } يعني من عذاب الدنيا ، فلا نجاة { وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ } يعني عذاب الدُّنيا ، وقال الضحاك وزيد بن أسلم : هو يوم بدر . الكلبي : من تحت أقدامهم .

وأخبرنا محمد بن نعيم عن محمد بن يعقوب عن الحسن بن علي بن عفان عن الحسن بن عطية عن يعقوب الأصفهاني عن ابن أبزي : { وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُواْ فَلاَ فَوْت } قال : خسف بالبيداء .

أخبرني عقيل بن محمد أنّ المعافى بن زكريا البغدادي أخبرهم قال : أخبرنا محمد بن جرير قال : حدّثني عصام بن رواد بن الجراح قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا سُفيان بن سعيد قال : حدّثنا منصور بن المعتمر عن ربعي بن خراش قال : سمعت حذيفة بن اليمان يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر فتنة تكون بين أهل الشرق والمغرب : " فبينما هم كذلك إذ خرج عليهم السفياني من الوادي اليابس في فورة ذلك حتى ينزل دمشق ، فيبعث جيشين : جيشاً إلى المشرق ، وجيشاً إلى المدينة حتى ينزلوا بأرض بابل في المدينة الملعونة والبقعة الخبيثة ، فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف ، ويبقرون بها أكثر من مئة امرأة ، ويقتلون بها ثلاثمائة كبش من بني العباس ، ثم ينحدرون إلى الكوفة فيخربون ما حولها ، ثم يخرجون متوجهين إلى الشام ، فتخرج راية هدىً من الكوفة ، فتلحق ذلك الجيش منها على ليلتين فيقتلونهم ولا يفلت منهم مخبر ويستنقذون ما في أيديهم من السبي والغنائم ، ويحل جيشه الثاني بالمدينة فينتهبونها ثلاثة أيام ولياليها . ثم يخرجون متوجهين إلى مكة حتى إذا كانوا بالبيداء بعث الله سبحانه جبرائيل( عليه السلام ) فيقول : يا جبرائيل اذهب فأبدهم . فيضربها برجله ضربة يخسف الله بهم ، فذلك قوله عز وجل في سورة سبأ : { وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُواْ فَلاَ فَوْتَ وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ } فلا ينفلت منهم إلاّ رجلان : أحدهما بشير والآخر نذير وهما من جهينة " .

فلذلك جاء القول : " وعند جهينة الخبر اليقين " .

وقال قتادة : ذلك حين يخرجون من قبورهم ، وقال ابن معقل : إذا عاينوا عذاب الله يوم القيامة وأُخذوا من مكان قريب ؛ لأنهم حيث كانوا فهم من الله قريب لا يبعدون عنه ولا يفوتونه .