السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذۡ فَزِعُواْ فَلَا فَوۡتَ وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٖ قَرِيبٖ} (51)

ولما أبطل تعالى شبههم وختم من صفاته بما يقتضي البطش بمن خالفه عطف على { ولو ترى إذ الظالمون } { ولو ترى } أي : تبصر يا أشرف الخلق { إذ فزعوا } أي : عند الموت أو البعث أو يوم بدر ، وجواب لو محذوف نحو : لرأيت أمراً عظيماً { فلا } أي : فتسبب عن ذلك الفزع أنه لا { فوت } أي : لهم منا لأنهم في قبضتنا ، ثم حقر أمرهم بالبناء للمفعول بقوله تعالى : { وأخذوا } أي : عند الفزع من كل من نأمره بأخذهم سواء أكان قبل الموت أم بعده { من مكان قريب } أي : القبور أو من الموقف إلى النار ، أو من صحراء بدر إلى القليب وقال الكلبي : من تحت أقدامهم ، وقيل : أخذوا من ظهر الأرض إلى بطنها وحيثما كانوا فهم من الله تعالى قريب لا يفوتونه ، والعطف على فزعوا أو لا فوت .