بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذۡ فَزِعُواْ فَلَا فَوۡتَ وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٖ قَرِيبٖ} (51)

قوله عز وجل : { وَلَوْ ترى إِذْ فَزِعُواْ } يعني : خافوا من العذاب { فَلاَ فَوْتَ } يعني : فلا نجاة لهم منها { وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ } . روي عن الكلبي أنه قال : نزلت الآية في قوم يقال لهم : السفيانية يخرجون في آخر الزمان ، عددهم ثلاثون ألف رجل إلى أن يبلغوا أرض الحجاز . فافترقوا فرقتين . فتقدمت فرقة إلى موضع يقال له : بيداء ، صاح بهم جبريل عليه السلام صيحة ، فخسف بهم الأرض كلهم إلا واحداً منهم ينجو . فيحول وجهه إلى خلفه . فيرجع إلى الفرقة الأخرى ، فيخبرهم بما أصابهم يعني : ولو ترى يا محمد فزعهم حين صاح بهم جبريل عليه السلام { فَلاَ فَوْتَ } أي : لا يفوت منهم فايت { وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ } يعني : خسف بهم البيداء بقرب مكة . ويقال : يعني : يوم القيامة . { وَلَوْ تَرَى } يا مُحَمَّدٌ { إِذْ فَزِعُواْ } حين نزل بهم العذاب يوم القيامة { فَلاَ فَوْتَ وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ } كما قال : { وبرّزت الجحيم } [ النازعات : 36 ] . وقال الحسن : { وَلَوْ ترى إِذْ فَزِعُواْ } من قبورهم يوم القيامة وقال الضحاك : يعني : يوم بدر .

/د54