أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَٱلۡعَصۡرِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة العصر .

بسم الله الرحمن الرحيم{ والعصر } أقسم سبحانه بصلاة العصر لفضلها ، أو بعصر النبوة ، أو بالدهر لاشتماله على الأعاجيب ، والتعريض بنفي ما يضاف إليه من الخسران .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَٱلۡعَصۡرِ} (1)

مقدمة السورة:

وهي مكية{[1]} .

قال ابن عباس : { العصر } : الدهر ، يقال فيه : عصر وعصر بضم العين والصاد ، وقال امرؤ القيس :

وهل يعمن من كان في العصر الخالي{[11975]} . . .

وقال قتادة : { العصر } العشي ، وقال أبي بن كعب : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن العصر فقال : «أقسم ربكم بآخر النهار {[11976]} » ، وقال بعض العلماء ، وذكره أبو علي : { العصر } : اليوم ، { والعصر } الليلة ، ومنه قول حميد : [ الطويل ]

ولن يلبث العصران يوم وليلة . . . إذا طلبا أن يدركا ما تيمما{[11977]}

وقال بعض العلماء : { العصر } : بكرة ، والعصر : عشية ، وهما الأبردان{[11978]} ، وقال مقاتل : { العصر } هي الصلاة الوسطى ، أقسم الله تعالى بها{[11979]} .


[1]:- أي فيمن نزلت، أفي المؤمنين جميعا أم في مؤمني أهل الكتاب؟
[11975]:هذا عجز بيت هو مطلع قصيدته: "الطلل البالي" والبيت بتمامه: ألا عم صباحا أيها الطلل البالي وهل يعمن من كان في العصر الخالي؟ و "عم صباحا" : أنعم صباحا. والخالي: الماضي القديم، يخاطب الطلل كأنه إنسان عاقل، ثم يرجع إلى نفسه ويستدرك لأن النعيم لا يكون أبدا لمن مضى عليه الزمن، وأتت عليه حوادث الأيام وصروف الدهر، وقد استشهد بالبيت صاحب اللسان.
[11976]:ذكره أيضا القرطبي لكنه لم يخرجه.
[11977]:هذا البيت لحميد بن ثور الهلالي، وهو في اللسان، والقرطبي، والبحر المحيط، ومعنى تيمما: قصدا، والشاهد أن العصر هو اليوم وهو الليلة.
[11978]:في اللسان: "البردان والأبردان: الظل والفيء، سميا بذلك لبردهما ، وهما: العصران، وقيل: هما الغداة والعشي، وقيل: ظلاهما".
[11979]:قال العلماء: لأنها أفضل الصلوات وفي الخبر الصحيح (الصلاة الوسطى صلاة العصر) وقال عليه الصلاة والسلام: (شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر)، متفق عليه، وروى مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال: (من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله).