هي ثلاث آيات ، وهي مكية عند الجمهور . وقال قتادة : هي مدينة ، قال ابن عباس : نزلت بمكة . عن أبي مزينة الدارمي- وكانت له صحبة- قال : كان الرجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا التقيا لم يتفرقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر سورة العصر ، ثم يسلم أحدهما على الآخر " أخرجه الطبراني في الأوسط والبيهقي في الشعب .
{ والعصر } أقسم سبحانه بالعصر ، وهو الدهر ، لما فيه من العبر من جهة مرور الليل والنهار على تقدير الأدوار وتعاقب الظلام والضياء ، فإن في ذلك دلالة بينة على الصانع عز وجل وعلى توحيده ، ويقال لليل : عصر ، وللنهار : عصر ، ويقال للغداة والعشي : عصران .
قال الرازي : أقسم تعالى بالدهر لما فيه من الأعاجيب ؛ لأنه يحصل فيه السراء والضراء والصحة والسقم والغنى والفقر ، ولأن بقية عمر المرء لا قيمة له ، فلو ضيعت ألف سنة فيما لا يعني ثم ثبتت السعادة في اللمحة الأخيرة من العصر بقيت في الجنة أبد الآباد ، فعلمت أن أشرف الأشياء حياتك في تلك اللمحة ، فكان الدهر والزمان من جملة أصول النعم ، ولأن الزمان أشرف من المكان ، فأقسم به لكونه نعمة خالصة لا غيب فيه .
وقال قتادة والحسن : المراد به في الآية العشي ، وهو ما بين زوال الشمس وغروبها . وعن قتادة أيضا أنه آخر ساعة من ساعات النهار ، وقال مقاتل : إن المراد به صلاة العصر ، وهي الصلاة الوسطى التي أمر الله سبحانه وتعالى بالمحافظة عليها ، وأخرجه أحمد والترمذي وحسنه وغيرهما من حديث الزبير بن العوام .
وقيل : هو قسم{[1739]} بعصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
قال الزجاج : قال بعضهم : معناه ورب العصر ، والأول أولى ، وبه قال ابن عباس ، وعنه هو ساعة من ساعات النهار ، وقال أيضا : هو ما قبل مغيب الشمس من العشي .
وأخرج الفريابي وأبو عبيد في فضائله وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف عن علي بن أبي طالب " أنه كان يقرأ العصر ونوائب الدهر إن الإنسان لفي خسر وإنه فيه إلى آخر الدهر " / وعن ابن مسعود أيضا أنه كان يقرأ " إن الإنسان لفي خسر وإنه لفيه إلى آخر الدهر " ، أخرجه عبد بن حميد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.