التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{دَعۡوَىٰهُمۡ فِيهَا سُبۡحَٰنَكَ ٱللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمۡ فِيهَا سَلَٰمٞۚ وَءَاخِرُ دَعۡوَىٰهُمۡ أَنِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (10)

قوله تعالى : { دعواهُم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله ربّ العالمين } .

قال مسلم : وحدثني الحسن بن علي الحلواني وحجاج بن الشاعر . كلاهما عن أبي عاصم . قال حسن : حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج . أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يأكل أهل الجنة فيها ويشربون . ولا يتغوطون ولا يمتخطون ولا يبولون . ولكن طعامهم ذاك جُشاء كرشح المسك ، يُلهمون التسبيح والحمد ، كما يُلهمون النفس " ، قال وفي حديث حجّاج : " طعامهم ذلك " .

( صحيح مسلم 4/2181-ك الجنة وصفة نعيمها وأهلها ، ب في صفات الجنة وأهلها ، وتسبيحهم فيها بكرة وعشيا ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله { دعواهم فيها سبحانك اللهم } يقول : ذلك قولهم فيها { وتحيتهم فيها سلام } .

قال الشيخ الشنقيطي : ذكر تعالى في هذه الآية : أن تحية أهل الجنة في الجنة سلام ، أي يسلم بعضهم على بعض ذلك ، ويسلمون على الملائكة ، وتسلم عليهم الملائكة بذلك ، وقد بين تعالى هذا في مواضع أخر ، كقوله : { تحيتهم يوم يلقونه سلام } الآية . وقوله { والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم } الآية ، وقوله : { لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما } الآية ، وقوله : { لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما إلا قيلا سلاما وسلاما } وقوله { سلام قولا من رب رحيم } إلى غير ذلك من الآيات . ومعنى السلام : الدعاء : بالسلامة من الآفات ، والتحية مصدر حياك الله بمعنى أطال حياتك . أ . ه .

وانظر بداية سورة الفاتحة لبيان { الحمد لله رب العالمين } .