وقوله تعالى : ( دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ ) قال قائلون : قوله : ( دعواهم ) دعوى الإيمان أي يدعون في الآخرة [ دعوى الإيمان إلى التوحيد لله و التنزيه ][ في الأصل : التوحيد لله والتنزيل ، وفي م : والتوحيد والتنزيه ] له كما دعوا[ في الأصل وم : ادعوا ] بقول : ( سبحانك اللهم ) فيؤتون ما تمنوا ، واشتهوا . ولكن ذكر ألا تنقطع اللذات في الجنة ، ولو كان ما يقولون لكان فيه انقطاع اللذات والشهوات إلا أن يقال إنهم يلهمون شهوات وأماني ، فيشتهون : قال[ في الأصل وم : وقال ] الله عز وجل : ( ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم )[ فصلت : 31 ] [ وقال ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( وفاكهة مما يتخيرون )( ولحم طير مما يشتهون )[ الواقعة : 21-21 ] ولا نعلم ما أرادبه .
وقوله تعالى : ( سبحانك اللهم ) يخرج على وجوه :
أحدها : يخبر أنه ليس على أهل الجنة من العبادات شيء سوى التوحيد .
والثاني : يقولون ذلك لعظيم ما رأوا من النعيم وعجيب ما عاينوا .
والثالث : شكرا لما أعطاهم من ألوان النعيم والأطعمة .
وقوله تعالى : ( وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ ) قال أهل التأويل : إن الملائكة يأتون من ألوان النعيم بما اشتهوا ، ويسلمون عليهم ، ويردون السلام على الملائكة . فذلك قوله ( وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ ) فإذا طعموا ، وفرغوا ، قالوا عند ذلك : ( أَن الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) وهو قول ابن عباس وغيره من أهل التأويل .
ويشبه أن يكون قوله : ( وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ ) الكلام[ في الأصل وم : والكلام ] الذي لا عيب فيه ، ولا مطعن ؛ أي كلام بعضهم لبعض منزه منفي عن جميع العيوب والمطاعن كقوله : ( لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما )الآية [ مريم : 62 ] وقوله ( إلا قيل سلاما سلاما )[ الواقعة : 26 ] ونحوه .
وقوله تعالى : ( وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنْ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) قال أهل التأويل : يقولون على إثر فراغهم من الطعام والشراب ذلك . وقال الحسن : إن الله رضي من عباده بالشكر لما أنعم عليهم في الدنيا والآخرة ب : ( الحمد لله رب العالمين ) ويشبه أن يكون قوله : ( آخر دعواهم ) أي دعواهم في الآخرة ( الحمد لله رب العالمين ) كما كان دعواهم في الدنيا ( الحمد لله رب العالمين ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.