بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{دَعۡوَىٰهُمۡ فِيهَا سُبۡحَٰنَكَ ٱللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمۡ فِيهَا سَلَٰمٞۚ وَءَاخِرُ دَعۡوَىٰهُمۡ أَنِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (10)

ثم قال : { دعواهم فِيهَا } ، يعني : قولهم في الجنة : { سبحانك اللهم وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ } ، يعني : فهذه علامة بينهم وبين خدمهم في الجنة ، فإذا قالوا هذه المقالة جاءهم الخدام بالموائد بين أيديهم وأوتوا بما يشتهون ، فإذا فرغوا من الطعام قالوا الحمد لله رب العالمين ، فذلك قوله تعالى : { وآخر دعواهم أن احمدوا لله رب العالمين } ؛ يعني : وآخر قولهم بعد ما فرغوا من الطعام أن يقولوا الحمد لله رب العالمين { وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ } على معنى التقديم ، وقال الضحاك : في قوله عز وجل : { دعواهم فِيهَا سبحانك اللهم } وذلك أن أهل الجنة إذا دخلوا القيامة وصاروا إلى الجنة يكون فاتحة كلامهم سبحانك اللهم على ما مننت به علينا ، { وتحيتهم فيها سلام } ؛ يقول : يسلم عليهم الملائكة من الله تعالى ؛ ويقال : يسلم بعضهم على بعض ؛ ويقال : يسلمون على الله تعالى ، ويقال : تحيتهم لله تعالى بالسلام ، كقوله { تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سلام وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَريماً } [ الأحزاب : 44 ] { وآخر دعواهم } ، يعني : بعدما رأوا من الكرامات وبعد ما أكلوا من الطعام ، حمدوا الله تعالى على ما أعطاهم من الخير .