ثم قال تعالى إخبار عن أهل الجنة { دعواهم{[30549]} فيها سبحانك اللهم }[ 10 ] .
حكى سيبويه : الدعوى بمعنى الدعاء{[30550]} . فالمعنى دعاؤهم في الجنة : سبحانك اللهم{[30551]} .
قال ابن جريح : وإذا{[30552]} مر بهم الطير يشتهونه قالوا : سبحانك اللهم فيأتيهم الملك بما يشتهون{[30553]} فيسلم عليهم ، فيردون عليه ( السلام ){[30554]} فذلك قوله : { وتحيتهم فيها سلام }[ 10 ] فإذا أكلوا حمدوا الله ربهم ، فذلك قوله تعالى{[30555]} : { وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين }[ 10 ]{[30556]} .
والتحية : البقاء . ومنه قوله : " التحيات لله " ، والتحية أيضا : الملك ، والتحية هي استقبال الرجل بالمحيا : وهو الوجه بما يسره من الكلام{[30557]} . وقيل : التحية في هذا بمعنى الحياة ، أي : يحيي بعضهم بعضا{[30558]} .
إنهم يحيون ولا يموتون ، ويسلمون من كل شيء يحذرون . والسلام بمعنى السلامة{[30559]} .
وقيل : { تحيتهم فيها سلام }[ 10 ] أي : تحية بعضهم لبعض فيها سلام{[30560]} . أي : " سلمت وأمنت مما ابتلي به أهل النار " {[30561]} .
وقيل : المعنى إن الله ( عز وجل ){[30562]} يحييهم بالسلام{[30563]} إكراما منه ( لهم ){[30564]} .
وقال سفيان{[30565]} : إذا أرادوا الشيء قالوا : سبحانك اللهم ، فيأتيهم ما دعوا ){[30566]} به{[30567]} : ومعنى { سبحانك اللهم }[ 10 ] : تنزيها لك يا ألله مما أضاف إليك أهل الشرك من الكذب{[30568]} .
( وسئل النبي صلى الله عليه وسلم{[30569]} ، عن : سبحان الله ، فقال : مفسرا تنزيها ( لله ){[30570]} عن{[30571]} السوء ){[30572]} .
وقال علي بن أبي طالب عليه السلام : هي كلمة رضيها الله ( عز وجل ){[30573]} لنفسه{[30574]} . فسبحان الله : كلمة ينزه بها ( الله عن كل ){[30575]} فعل مذموم{[30576]} أو متهم .
( اللهم ) : وقف{[30577]} و( سلام ) : وقف{[30578]} . ومذهب سيبويه في { أن الحمد لله }[ 10 ] أنها مخففة من الثقيلة ، والمعنى : أنه ( الحمد لله رب العالمين ){[30579]} .
و{[30580]} أجاز المبرد{[30581]} أن يعملها – وهي مخففة – عملها مشددة{[30582]} . والرفع أقيس ، لأنه{[30583]} قد زال منها شبه الفعل باللفظ لما خففت ، ومن أعملها شبهها{[30584]} بالفعل الذي قد حذف منه وأعمل . نحو : " لم يك " . وقرأ بلال بن أبي بردة : " أن الحمد " بالتشديد ونصب " الحمد " {[30585]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.