التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{فَأَمَّا ٱلَّذِينَ شَقُواْ فَفِي ٱلنَّارِ لَهُمۡ فِيهَا زَفِيرٞ وَشَهِيقٌ} (106)

قوله تعالى { فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد } .

قال الشيخ الشنقيطي : قيد تعالى خلود أهل الجنة وأهل النار بالمشيئة . فقال في كل منهما : { إلا ما شاء ربك } ثم بين عدم الانقطاع في كل منهما ، فقال في خلود أهل الجنة : { عطاء غير مجذوذ } وقال { إن هذا لرزقنا ما له من نفاذ } وقال في خلود أهل النار : { كلما خبث زدناهم سعيرا } . ومعلوم أن ( كلما ) تقتضي التكرار بتكرار الفعل الذي بعدها .

قال البخاري : حدثنا عمر بن حفص بن غياث ، حدثنا أبي ، حدثنا الأعمش ، حدثنا أبو صالح ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يُؤتى بالموت كهيئة كبش أملح ، فينادي مناد : يا أهل الجنة فيشرئبون وينظرون ، فيقول : هل تعرفون هذا ؟ فيقولون : نعم ، هذا الموت ، وكلهم قد رآه . ثم ينادي يا أهل النار فيشرئبون وينظرون فيقول : هل تعرفون هذا ؟ فيقولون نعم هذا الموت ، وكلهم قد رآه فيذبح . ثم يقول يا أهل الجنة : خلود فلا موت ، ويا أهل النار خلود فلا موت ، ثم قرأ : { وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة } وهؤلاء في غفلة أهل الدنيا وهم لا يؤمنون " .

( الصحيح-التفسير ، ب وأنذرهم يوم الحسرة ح4730 ) .