فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَأَمَّا ٱلَّذِينَ شَقُواْ فَفِي ٱلنَّارِ لَهُمۡ فِيهَا زَفِيرٞ وَشَهِيقٌ} (106)

{ فأما الذين شقوا } أي الذين سبقت لهم الشقاوة في علمه تعالى وهم الذين يموتون على الكفر وإن تقدم منهم إيمان { ففي النار } أي فمستقرون فيها { لهم فيها زفير وشهيق } قال الزجاج : الزفير من شدة الأنين وهو المرتفع جدا .

قال : وزعم أهل اللغة من البصريين والكوفيين إن الزفير بمنزلة ابتداء صوت الحمير والشهيق بمنزلة آخره ، وقيل الزفير للحمار والشهيق للبغل ، وقيل الزفير الصوت الشديد والشهيق الصوت الضعيف ، وقيل الزفير إخراج النفس والشهيق ردها ، وقيل الزفير من الصدر والشهيق من الحلق .

وقيل الزفير : ترديد النفس في الصدر من شدة الخوف حتى تنتفخ منه الأضلاع والشهيق النفس الطويل الممتد أو رد النفس إلى الصدر والمراد بهما الدلالة على شدة كربهم وغمهم وتشبيه حالهم بمن استولت الحرارة على قلبه وانحصر فيه روحه .

وقال الليث : الزفير أن يملأ الرجل صدره حال كونه في الغم الشديد من النفس ويخرجه والشهيق أن يخرج ذلك النفس وهو قريب من قولهم تنفس الصعداء والجملة إما مستأنفة أو حالية .