البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{فَأَمَّا ٱلَّذِينَ شَقُواْ فَفِي ٱلنَّارِ لَهُمۡ فِيهَا زَفِيرٞ وَشَهِيقٌ} (106)

الزفير والشهيق : زعم أهل اللغة من الكوفيين والبصريين أنّ الزفير بمنزلة ابتداء صوت الحمار ، والشهيق بمنزلة آخر نهيقه .

وقال رؤبة :

حشرج في الصدر صهيلاً وشهق *** حتى يقال ناهق وما نهق

وقال ابن فارس : الشهيق ضد الزفير ، لأن الشهيق رد النفس ، والزفير إخراج النفس من شدة الجري ، مأخوذ من الزفر وهو الحمل على الظهر لشدته .

وقال الشماخ :

بعيد مدى التطريب أول صوته *** زفير ويتلوه شهيق محشرج

والشهيق النفس الطويل الممتد ، مأخوذ من قولهم : جبل شاهق أي طويل .

وقال الليث : الزفير أن يملأ الرجل صدره حال كونه في الغم الشديد من النفس ويخرجه ، والشهيق أن يخرج ذلك النفس بشدّة يقال : إنه عظيم الزفرة .

{ فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ } قال الضحاك ومقاتل والفراء : الزفير أول نهيق الحمار ، والشهيق آخره ، وروي عن ابن عباس ، وقال أبو العالية والربيع بن أنس : الزفير في الحلق ، والشهيق في الصدر ، وروي عن ابن عباس أيضاً .

وقال ابن السائب : الزفير زفير الحمار ، والشهيق شهيق البغال .