الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَأَمَّا ٱلَّذِينَ شَقُواْ فَفِي ٱلنَّارِ لَهُمۡ فِيهَا زَفِيرٞ وَشَهِيقٌ} (106)

{ فأما الذين شقوا ففي النار . . . } { خالدين فيها . . . } { إلا ما شاء ربك }{[33181]}[ 106-107 ] : أي : إلا ما شاء الله من ترك خلودهم ، وإخراجهم إلى الجنة بإيمانهم على ما روي في الآثار{[33182]} المشهورة{[33183]} .

والأشهر أن الضمير في ( فمنهم ) يعود على الخلق كلهم ، على كل نفس .

{ فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق }[ 106 ] قال ابن عباس : ( صوت شديد ، ( وصوت ){[33184]} ضعيف ){[33185]} .

قال أبو العالية : الزفير في الحلق ، والشهيق في الصدر{[33186]} ، وروي عنه ضد ذلك{[33187]} .

قال قتادة : ( صوت الكافر في النار صوت الحمار ، أوله زفير ، وآخره شهيق{[33188]} .

وقال أهل اللغة : الزفير مثل : ( ابتداء صوت الحمار في النهيق ، والشهيق بمنزلة آخر صوت الحمار في النهيق{[33189]} .

( ولما نزلت ) هذه الآية ، قال عمر رضي الله عنه : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا نبي الله فعلام عملنا ؟ {[33190]} : على شيء{[33191]} قد فرغ{[33192]} منه ؟ أم{[33193]} على شيء لم يفرغ{[33194]} منه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم{[33195]} : على شيء قد فرغ منه يا عمر{[33196]} ، وجرت به الأقلام ، ولكن كل ميسر{[33197]} لما خلق له{[33198]} .


[33181]:في النسختين معا: الله والصواب ما أثبت.
[33182]:ساقط من ط.
[33183]:انظر: جامع البيان 15/481-485 وفيه مجموعة من الأخبار مؤداها أن ذلك الاستثناء يقع في أهل التوحيد.
[33184]:ساقط من ق.
[33185]:انظر هذا القول في: جامع البيان 15/480.
[33186]:انظر المصدر السابق.
[33187]:انظر: إعراب النحاس 2/303.
[33188]:انظر هذا القول في: جامع البيان 15/480.
[33189]:وهو قول الفراء في: معانيه 2/28. وانظر: معاني الزجاج 3/79، وإعراب النحاس 2/303.
[33190]:ط: مطموس.
[33191]:ق: على كل شيء.
[33192]:ق: فزع.
[33193]:ط: أي.
[33194]:ق: يفزع.
[33195]:ط: صم.
[33196]:ق: با عمار.
[33197]:ق: ما يسر.
[33198]:هذا الأثر رواه الطبري في جامع البيان 15/480-481 وابن كثير في تفسيره 4/395، عن مسند أبي يعلى. وهو إن كان ضعيف الإسناد، كما حققه الشيخ شاكر، فإن له شواد في الصحيح ومنها: حديث ابن عباس المشهور: يا غلام! أني أعلمك كلمات...