التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{قَالَ يَٰقَوۡمِ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٖ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنۡهُ رِزۡقًا حَسَنٗاۚ وَمَآ أُرِيدُ أَنۡ أُخَالِفَكُمۡ إِلَىٰ مَآ أَنۡهَىٰكُمۡ عَنۡهُۚ إِنۡ أُرِيدُ إِلَّا ٱلۡإِصۡلَٰحَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُۚ وَمَا تَوۡفِيقِيٓ إِلَّا بِٱللَّهِۚ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَإِلَيۡهِ أُنِيبُ} (88)

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة : { وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه } يقول : لم أكن لأنهاكم عن أمر أركبه أو آتيه .

أخرج آدم ابن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد { وإليه أنيب } قال : أرجع .

قوله : { وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه } .

قال الشيخ الشنقيطي : ذكر الله جل وعلا في هذه الآية الكريمة عن نبيه شعيب عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ، أنه أخبر قومه : أنه إذا نهاهم عن شيء انتهى هو عنه وأن فعله لا يخالف قوله . ويفهم من هذه الآية الكريمة أن الإنسان يجب عليه أن يكون منتهيا عما ينهى عنه غيره ، مؤتمرا بما يأمر به غيره ، وقد بين تعالى ذلك في مواضع أخر ، كقوله : { أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم } الآية . وقوله { كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون } .