وقوله تعالى : ( قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي ) أي على علم وبيان وحجج وبرهان من ربي : أي تعلمون أني كنت على بيان من ربي وحجج ( ورزقني منه رزقا حسنا ) يحتمل هذا منه ما كان ما قال [ ذلك النبي صالح ][ في الأصل وم : أولئك الأنبياء ] ( وآتاني رحمة من عنده )[ الآية : 28 ] أي قال : هو رزقني رزقا حسنا الدين والهدى والنبوة على ما ذكرنا . وأمكن أن يكون الرزق الحسن هو الأموال الحلال الطيبة التي لا تبعة عليه [ فيها ][ ساقطة من الأصل وم ] فقال ذلك ، وما رزق أولئك عليهم تبعة في ذلك لأنهم اكتسبوها من وجه لا يحل .
[ وقوله تعالى ][ من م ، ساقطة من الأصل ] : ( وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ) من الناس من يقول : قال لهم ذلك بإزاء ما قالوا في ما ذكر في الأعراف ( لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا )[ الأية : 88 ] يقول : أدعوكم إلى الإيمان وأنهاكم عن الكفر به ، ثم أرتكب ما أنهاكم عنه ، وأترك ما أدعوكم إليه .
وقال قتادة لم أكن أنهاكم عن أمر ، وأركبه ، وهو واحد ( إن أريد إلا الإصلاح ) وفيه دلالة أن الاستطاعة تكون مع الفعل ، لا تخلو ؛ إما أن يكون أراد استطاعة الإرادة أو استطاعة الفعل ، فكيف ما كان ، فقد أخبر أنه يريد لهم من الصلاح ما استطاع ، ففيه ما ذكر .
وهو ينقض على المعتزلة مذهبهم لأنهم يقولون : الاستطاعة تتقدم على الفعل ، وهي لا تبقى وقتين ، فيصير قولهم إرادة الصلاح لهم بما عدم من الاستطاعة .
وقوله تعالى : ( وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ ) قال بعضهم : والتوفيق هو صفة كل مطيع ، والخذلان هو صفة كل عاص . وقال بعضهم التوفيق هو ما يوافق قوله فعله في الطاعة ، والخذلان هو ما يفرق بين قوله وفعله في المعصية .
وقال الحسين النجار : التوفيق هو قدرة كل خير وطاعة ، والخذلان هو قدرة كل شر ومعصية .
وعندنا : التوفيق هو أن يوفق بين عمل الخير والاستطاعة ، والخذلان هو أن يفرق بين عمل الخير و الاستطاعة ، أو أن يقول هو أن يوفق بين عمل الشر والاستطاعة ، وهما واحد .
وقوله تعالى : ( عليه توكلت ) أي عليه اعتمدت في جميع أمري ( وإليه أنيب ) أي أرجع ، أو يقول : إليه أقبل بالطاعة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.