بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قَالَ يَٰقَوۡمِ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٖ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنۡهُ رِزۡقًا حَسَنٗاۚ وَمَآ أُرِيدُ أَنۡ أُخَالِفَكُمۡ إِلَىٰ مَآ أَنۡهَىٰكُمۡ عَنۡهُۚ إِنۡ أُرِيدُ إِلَّا ٱلۡإِصۡلَٰحَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُۚ وَمَا تَوۡفِيقِيٓ إِلَّا بِٱللَّهِۚ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَإِلَيۡهِ أُنِيبُ} (88)

{ قَالَ يَاُ قَوْمٌ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ على بَيّنَةٍ مّن رَّبّى } يعني : على دين ، وطاعة ، وبيان ، وأتاني رحمة من ربي ، { وَرَزَقَنِى مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا } يعني : بعثني بالرسالة فهداني لدينه ، ووسع عليَّ من رزقه . وقال الزجاج : جواب الشرط ههنا متروك . المعنى : إن كنت على بينة من ربي ، أتبع الضلال : فترك الجواب لعلم المخاطبين بالمعنى .

ثم قال : { وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إلى مَا أنهاكم عَنْهُ } يعني : لا أنهاكم عن شيء ، وأعمل ذلك العمل ، من نقصان الكيل والوزن .

ومعناه : أختار لكم ما أختار لنفسي ، نصيحة لكم وشفقة عليكم ، { إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإصلاح } يقول : ما أريد إلا العدل { مَا استطعت } يعني : ما قدرت يعني لا أترك جهدي في بيان ما فيه مصلحة لكم .

ثم قال { وَمَا تَوْفِيقِى إِلاَّ بالله } يعني : وما تركي هذه الأشياء ودعوتي إلا بالله ، يعني : إلا بتوفيق الله وبأمره ، { عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ } يعني : وثقت به { وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } يعني : أقبل وأدعو إليه بالطاعة .