الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالَ يَٰقَوۡمِ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٖ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنۡهُ رِزۡقًا حَسَنٗاۚ وَمَآ أُرِيدُ أَنۡ أُخَالِفَكُمۡ إِلَىٰ مَآ أَنۡهَىٰكُمۡ عَنۡهُۚ إِنۡ أُرِيدُ إِلَّا ٱلۡإِصۡلَٰحَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُۚ وَمَا تَوۡفِيقِيٓ إِلَّا بِٱللَّهِۚ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَإِلَيۡهِ أُنِيبُ} (88)

ثم قال تعالى حكاية عن جواب شعيب لهم : { قال يا قوم أرأيتم ( إن كنت على بينة ){[33065]} من ربي }[ 88 ] أي : على بيان ، وبرهان فيما أدعوكم إليه{[33066]} . { ورزقني منه رزقا حسنا }[ 88 ] أي : حلالا{[33067]} ، وجواب/ الشرط محذوف لعلم السامع{[33068]} . والمعنى : أفتأمرونني بالعصيان .

وقيل : المعنى : أفلا أنهاكم عن الضلالة{[33069]} .

ثم قال : { وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه }[ 88 ] : أي : لست أنهاكم عن شيء ، وأركبه{[33070]} .

{ إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت }[ 88 ] : أي : ما أريد فيما آمركم به إلا الإصلاح ، لئلا ينالكم من الله عز وجل عقوبة{[33071]} .

{ وما توفيقي إلا بالله }[ 88 ] : أي : ليس توفيقي ، وإصابتي الحق فيما أنهاكم عنه إلا بالله{[33072]} . { عليه توكلت } : أي : فوضت أمري إليه{[33073]} ، { وإليه أنيب } : أي : أرجع{[33074]} .

{ رزقا حسنا } : وقف عند أبي حاتم{[33075]} . { ما استطعت } : وقف عند نافع{[33076]} .


[33065]:ما بين القوسين ساقط من ط.
[33066]:انظر هذا التوجيه في:جامع البيان 15/453، والمحرر 9/212.
[33067]:انظر: جامع البيان 15/453.
[33068]:انظر هذا الإعراب في: معاني الزجاج 3/73.
[33069]:انظر هذا المعنى في: إعراب النحاس 2/299.
[33070]:وهو قول قتادة في: جامع البيان 15/453، ولم ينسبه في: معاني الزجاج 3/73.
[33071]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 15/454.
[33072]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 15/454، ومعاني الزجاج 3/74.
[33073]:انظر هذا التفسير في: جامع البيان 15/454.
[33074]:وهو قول مجاهد في: تفسيره 390.
[33075]:انظر هذا الوقف كافيا في: القطع 395، والإيضاح 2/717، والمكتفى 320 وانظره تاما في المقصد 46.
[33076]:انظر هذا الوقف تاما: في القطع 395 وفيه: (وخولف في هذا، لأن الكلام متصل بعضه ببعض وانظره حسنا في: القصد 46.