التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَقَدۡ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ فَلِلَّهِ ٱلۡمَكۡرُ جَمِيعٗاۖ يَعۡلَمُ مَا تَكۡسِبُ كُلُّ نَفۡسٖۗ وَسَيَعۡلَمُ ٱلۡكُفَّـٰرُ لِمَنۡ عُقۡبَى ٱلدَّارِ} (42)

قوله تعالى { وقد مكر الذين من قبلهم فللّه المكر جميعا يعلم ما تكسب كل نفس وسيعلم الكفار لمن عُقبى الدّار }

قال ابن كثير : يقول تعالى { قد مكر الذين من قبلهم } برسلهم ، وأرادوا إخراجهم من بلادهم ، فمكر الله بهم ، وجعل العاقبة للمتقين ، كقوله : { وإذا يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله ، والله خير الماكرين } وقوله تعالى : { ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا } الآية .

قال أحمد : حدثنا يحيى قال أملاه على سفيان إلى شعبة قال : سمعت عمرو بن مرة ، حدثني عبد الله بن الحارث المعلم ، حدثني طليق بن قيس الحنفي أخو أبى صالح عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه سلم كان يدعو : " ربّ أعني ولا تعن علي ، وانصرني ولا تنصر علي وامكر لي ولا تمكر علي ، واهدني ويسر الهدى إلي وانصرني على من بغى علي ، رب اجعلني لك شكارا لك ذكارا ، لك رهابا ، لك مطواعا إليك مخبتا ، لك أواها منيبا ، رب تقبل توبتي ، واغسل حوبتي ، وأجب دعوتي وثبت حجتي واهد قلبي ، وسدد لساني واسلل سخيمة قلبي " .

( المسند3/309-310ح1997 ) ، وأخرجه أيضا أبو داوود ( ك الصلاة ، ب ما يقول الرجل إذا سلم ، ح1510و1511 ) والترمذي ( ك الدعوات ، ب في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم ح3551 ) والنسائي في عمل اليوم والليلة ( ح607 ) وابن ماجة ( ك الدعاء ، ب دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ح3830 ) وابن حبان في صحيحه ( 3/227-228 و228 رقم947 و948 ) والحاكم في المستدرك ( 1/519-520 ) من طرق عن سفيان به ، إلا أن عند ابن ماجة " قيس بن طلق " وهو خطأ . وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح . وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ، وأقره الذهبي ، وصحح إسناده أيضا أحمد شاكر في تحقيق المسند والألباني في ظلال الجنة ( السنة لابن أبي عاصم رقم384 ) وصحح إسناد أحمد محققوه له بإشراف أ . د عبد الله التركي ( المسند ح1997 ) .