وقوله تعالى : ( وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) أي مكر الذين من قبلهم برسلهم ، كمكر هؤلاء بك ، يصبر رسوله على أذاهم به ، ثم يحتمل المكر وجهين :
أحدهما : مكروا بنفسه : هموا قتله وإهلاكه .
والثاني : مكروا بدينه الذي دعاهم إليه ، وأراد إظهاره ، فهموا[ في الأصل وم : هموا ] هم إطفاء ذلك وإبطاله ، وكذلك ( مكر الذين من قبلهم ) برسلهم يخرج على هذا ، والله أعلم .
وقوله تعالى : ( فلله المكر جميعا ) وهذا أيضا يخرج على وجهين :
أحدهما : يقول : فلله جزاء المكر جميعا ؛ يجزي كلا بمكره .
والثاني : أي لله حقيقة المكر ؛ يأخذهم جميعا بالحق من حيث لا يشعرون .
وأما هم فإنما يأخذون[ في الأصل وم : يأخذوه ] ما يأخذون لا بالحق ، ولكن بالباطل ، ولا يقدرون على الأخذ من حيث لا يشعرن إلا قليلا من ذلك ، فحقيقة المكر الذي هو مكر بالحق في الحقيقة لله ، لا لهم .
ويحتمل قوله : ( فلله المكر جميعا ) أي لله تدبير المكر جميعا ، إن شاء أمضاه وإن شاء منعه ، إليه ذلك ، لا إليهم ، أو لله حقيقة المكر يغلب مكره مكر أولئك .
وقوله تعالى : ( يعلم ما تكسب كل نفس ) من خير أو شر ( وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار ) يشبه أن يكون عقبى الدار معروفا عندهم ، وهي الجنة ، فيكون صلة قولهم ( وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى )[ البقرة : 111 ] فيقول ، والله أعلم : سيعلمون هم ( لمن عقبى الدار ) أهي لهم ، أم هي للمؤمنين ؟ أو أن يكون جواب ( ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا )[ الكهف : 36 ] لما رأوا أنفسهم[ في الأصل وم : هم ] مفضلين في أمر الدنيا ، ووسع عليهم الدنيا ، ظنوا أن لهم في الآخرة كذلك ، فقال ذلك جوابا لهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.