محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَقَدۡ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ فَلِلَّهِ ٱلۡمَكۡرُ جَمِيعٗاۖ يَعۡلَمُ مَا تَكۡسِبُ كُلُّ نَفۡسٖۗ وَسَيَعۡلَمُ ٱلۡكُفَّـٰرُ لِمَنۡ عُقۡبَى ٱلدَّارِ} (42)

/ [ 42 ] { وقد مكر الذين من قبلهم فللّه المكر جميعا يعلم ما تكسب كل نفس وسيعلم الكفر لمن عقبى الدار 42 } .

{ وقد مكر الذين من قبلهم } أي مكر الكفار الذين خلوا ، إيقاع المكروه بأنبيائهم والمؤمنين كما مكر هؤلاء ، وقوله : { فللّه المكر جميعا } إشارة إلى ضعف مكرهم وكيدهم لاضمحلاله وذهاب أثره ، وأنه مما لا يسوء ، وأن المكر المرهوب هو ما سيؤخذون به من إيقاع فنون النكال ، وهم نائمون على فرش الإمهال ، مما لا يخطر لهم على بال ، كما يومئ إليه قوله تعالى : { يعلم ما تكسب كل نفس } أي فيوفيها جزاءها المعد لها على ما كسبت من فنون المعاصي التي منها مكرهم ، من حيث لا يحتسبون { وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار } أي العاقبة الحميدة ، وعلى من تدور الدائرة ، وهذا كقوله تعالى{[5117]} : { ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا . . . } الآية .


[5117]:[27 / النمل / 50 ـ 52].