جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَقَدۡ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ فَلِلَّهِ ٱلۡمَكۡرُ جَمِيعٗاۖ يَعۡلَمُ مَا تَكۡسِبُ كُلُّ نَفۡسٖۗ وَسَيَعۡلَمُ ٱلۡكُفَّـٰرُ لِمَنۡ عُقۡبَى ٱلدَّارِ} (42)

{ وَقَدْ {[2546]}مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } أي : الكفار الذين من قبل مشركي أهل مكة مكروا بأنبيائهم ، { فَلِلّهِ الْمَكْرُ {[2547]}جَمِيعًا } ، فإن مكر الماكرين في جنب مكر الله تعالى كلا مكر ، فإنه القادر على ما هو المقصود منه دون غيره ، أو هو خالق جميع المكر فلا يضر مكر إلا بإذنه ، فلا تخف إلا من الله تعالى ، { يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ } ، ويعد لها الجزاء ، { وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ } : لمن تكون الدائرة والعاقبة المحمودة لهم أو للمسلمين في الدنيا والآخرة .


[2546]:ولما ذكر إقبال المسلمين وإدبار الكافرين عقب شيئا هو السبب لإدبارهم فقال: {وقد مكر الذين}/12 وجيز.
[2547]:وصف تعالى نفسه بالمكر والكيد في القرآن كما وصف عبده بذلك فقال: "و يمكرون ويمكر الله" (الأنفال:30) وقال: "إنهم يكيدون كيدا و أكيد كيدا" (الطارق: 16)، وليس المكر كالمكر ولا الكيد كالكيد ولله المثل الأعلى، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير / 12 )*(. )*( تكرر رقم / 12 بالأصل.