التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَءَاتِ ذَا ٱلۡقُرۡبَىٰ حَقَّهُۥ وَٱلۡمِسۡكِينَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرۡ تَبۡذِيرًا} (26)

قوله تعالى { وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا }

أخرج البخاري ومسلم عن أنس بن مالك مرفوعا : " من سره أن يُبسط له في رزقه أو يُنسأ له في أثره فليصل رحمه " .

( صحيح البخاري-البيوع ، ب من أحب البسط في الرزق رقم2067 ) ، ( وصحيح مسلم-البر والصلة ، صلة الرحم رقم2557 ) .

وأخرج مسلم بسنده عن أبي هريرة أن رجلا قال : يا رسول الله ! إن لي قرابة ، أصلهم ويقطعوني ، وأحسن إليهم ويسيئون إلي ، وأحلهم عنهم ويجهلون علي ، فقال : " لئن كنت كما قلت ، فكأنما تسفهم الملَّ ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ، ما دمت على ذلك " .

المصدر السابق رقم2558 .

قال الإمام أحمد : ثنا هاشم بن القاسم ، ثنا ليث ، عن خالد بن يزيد ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن أنس بن مالك أنه قال : أتى رجل من بني تميم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله إني ذو مال كثير وذوا أهل وولد وحاضرة فأخبرني كيف أنفق وكيف أصنع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تخرج الزكاة من مالك فإنها طهرة تطهرك وتصل أقرباءك وتعرف حق السائل والجار والمسكين فقال : يا رسول الله اقلل لي قال : " فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا " فقال : حسبي يا رسول الله إذا أديت الزكاة إلى رسولك فقد برئت منها إلى الله ورسوله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نعم إذا أديتها إلى رسولي فقد برئت منها فلك أجرها وإثمها على من بدّلها " .

( المسند3/136 ) . وسنده حسن وليث هو ابن سعد المصري معروف بالرواية عن خالد بن يزيد المصري ، أخرجه الحاكم من طريق الليث به وصححه ووافقه الذهبي( المستدرك2/360 ) .

قال الطبري : حدثنا عمران بن موسى ، قال : ثنا عبد الوارث بن سعيد ، قال : ثنا حبيب المعلم ، قال : سأل رجل الحسن ، قال : أعطي قرابتي زكاة مالي فقال : إن لهم في ذلك لحقا سوى الزكاة ، ثم تلا هذه الآية { وآت ذا القربى حقه } أ . ه .

وسنده حسن .

انظر سورة البقرة آية( 177 ) لبيان المسكين وابن السبيل .

قال الطبري : حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن سلمة ، عن مسلم البطين ، عن أبي العبيدين ، قال : سئل عبد الله عن المبذر ، فقال : الإنفاق في غير حق أ . ه .

وسنده صحيح ورجاله ثقات ، وابن بشار هو محمد ، وعبد الرحمن هو ابن مهدي ، وسفيان هو الثوري ، وسلمة ابن كهيل وأبو العبيدين معاوية بن سبره ، وعبد الله هو ابن مسعود وأخرجه الحاكم في( المستدرك-كتاب التفسير )من طريق يحيى بن الجزار عن أبي العبيدين به وأطول وصححه ووافقه الذهبي .

وأخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله : { ولا تبذر تبذيرا } قال التبذير : النفقة في معصية الله ، وفي غير الحق وفي الإفساد .