محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَءَاتِ ذَا ٱلۡقُرۡبَىٰ حَقَّهُۥ وَٱلۡمِسۡكِينَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرۡ تَبۡذِيرًا} (26)

[ 26 ] { وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذّّر تبذيرا 26 } .

ثم وصى تعالى بغير الوالدين من الأقارب ، بعد الوصية / بهما ، بقوله سبحانه : { وآت ذا القربى حقه } أي من صلته وحسن المعاشرة ، والبر له بالإنفاق عليه .

قال المهايمي : لم يقل ( القريب ) لأن المطلق ينصرف إلى الكامل . والإضافة ، لما كانت لأدنى الملابسة ، صدق ( ذو القربى ) على كل من له قرابة ما . { والمسكين } أي الفقير من الأباعد . وفي الأقارب مع الصدقة صلة الرحم . { وابن السبيل } أي المسافر المنقطع به . أي أعنه وقوّه على قطع سفره ويدخل فيه ما يعطاه من حمولة أو معونة أو ضيافة فإن ذلك كله من حقه : { ولا تبذر تبذيرا } أي بوجه من الوجوه ، بالإنفاق في محرم أو مكروه ، أو على من لا يستحق ، فتحسبه إحسانا إلى نفسك أو غيرك . أفاده المهايمي . وفي ( الكشاف ) : كانت الجاهلية تنحر إبلها وتتياسر عليها ، وتبذر أموالها في الفخر والسمعة ، وتذكر ذلك في أشعارها . فأمر الله بالنفقة في وجوهها ، مما يقرب منه ويزلف .